الإنسان بين الاهتمام والانهمام
تقريبا يوميا حينما أفتح البريد الخاص، بى أجد الكثير من الرسائل التى تريد أن تسأل عن الاكتئاب وعلاجه وقلة الهمة وقله الضحك وزيادة الهم والحزن وكثير فى هذه الأيام، أريد فى هذه المقالة أن ألفت النظر إلى شىء هام نقع فيها جميعا بشكل يومى وبلا شك فى هذه الأيام بشكل كبير وهو الأخبار سواء كانت مشاهدة أو استماع أو قراءة.
منذ الصغر ونحن نشاهد الأخبار كبرنا ووجدنا أهلينا على نفس الحالة وهناك منا من يشارك فى صنع هذه الأخبار، ولكن لهذا سيكون مقال آخر.. الآن أريد أن أسئلك سؤالا مباشرا وهو كيف تشاهد الأخبار؟ ماذا ترى فيها؟ دعنى أقول لك عزيزى القارئ إن الكثير منا يشاهد الأخبار بشكل خطأ، كيف هذا؟ نجد الكثير من الناس حين تشاهد أو تسمع أخبارا حزينة نجدها تتغير وتتبدل مشاعرها وتبدأ فى التفكير بالإحباط والاكتئاب ومع زيادة عدد الأخبار تزيد حدة المشاعر السلبية.
الحل هنا هو أن نسأل أنفسنا ماذا نأخذ من الأخبار؟ هل نأخذ منها مشاعر أو معلومات؟ هذا السؤال غاية فى الأهمية لأننا سنجد فى الإجابة الحل.. كنت فى إحدى اللقاءات التليفزيونية وقلت هذا الكلام، جاء اتصال معارض لى يقول كيف تقول هذا والنبى محمد (صلى الله عليه وسلم) قال فى معنى حديث: "من لم يهتم بأمر المسلمين ليس منُهم"، فرديت عليه وقلت: كلامك فى منتهى الصحة والجمال، الحديث يقول من لم يهتم وليس من لم ينُهم.
هناك فرق كبير بين الاهتمام والانهمام، دعنى أسألك حين نشاهد حدث معين أى الفعلين أفضل عزيزى القارئ سنجد أن المنهم سيكون حاملا للمشاعر السلبية والاكتئاب والحزن ولن يفعل أى شىء إيجابى فى يومه على العكس حين ننفذ نظرية الاهتمام سنجد الشخص الذى يهتم فعلا سيقوم بحمل مشاعر إيجابية نحو ذلك وسيسأل نفسه ماذا على أن افعل لأنى مهتم ليس منُهم.
حين نسمع عن قتل ودمار وأشياء من هذا بماذا سنفيد الآخرين هل سنفيد بالانهمام أو بالاهتمام..
علينا أن نجيب على هذا السؤل؟