رئيس التحرير
عصام كامل

أبوالفتوح يعظ!


لم يخيب أبو الفتوح الظن فيه مثلما فعلت هيئة تحرير مجلة التايم الأمريكية التي استبعدت من قائمة المرشحين لشخصية العام الفريق السيسي الحائز على أعلي أصوات القراء في استطلاعها الإلكتروني.. فقد وقف أبو الفتوح ليعلن رفضه للدستور الجديد ويبشر بأن حزبه سوف يصوت ضده لرفضه!.. فمثلما تعودت مجلة التايم الأمريكية في سنوات سابقة على عدم القبول برأي قرائها في اختيار شخصية العام فإن أبو الفتوح الإخواني فعل ذات الشيء الذي ظل يفعله منذ السبعينيات من القرن الماضي وهو دعم المشروع الإخواني.


وهكذا.. لم نكن ننتظر من أبو الفتوح غير ما قام به وهو دعم ومساندة الإخوان، وبالتالي الوقوف ضد آراء الشعب لأن الإخوان يعادون هذا الشعب ويشنون حربا عليه هو وجيشه ويريدون إخضاعه وقهره وحكمه بالقوة وقهرا!.. إذن لا مفاجأة في موقف أبو الفتوح رغم أنه استطاع خلال عام ٢٠١١ خداع قطاع من الشباب حينما صنفوه مرشحا للثورة في انتخابات الرئاسة السابقة مستغلا خلافاته مع قادة جماعته وتحديدا مع خيرت الشاطر ومحمود عزت اللذين طرداه منها.

لكن الملفت للانتباه أن أبوالفتوح ما زال مصرا رغم افتضاح أمره على أن يمارس عملية الخداع ذاتها التي قام بها عام ٢٠١١ لبعض الشباب الساذخ سياسيا حينما قدم نفسه كمدافع عن الديمقراطية ومناهض للاستبداد.. فقد وقف في مؤتمره الصحفي الذي دعا إليه حزبه يعظ ويردد ذات الأكاذيب التي صنعها وأطلقها الإخوان حول قتل المتظاهرين واعتقال الأبرياء..

وحدث ذلك في ذات الوقت الذي كان فيه طلبة الإخوان بجامعة الأزهر يحرقون ويدمرون ويخربون ولم نسمع منه كلمة إدانة واحدة، بل إنه بدلا من ذلك اتهم الجيش بأنه يخلق إرهابا في البلاد.. وهكذا ليست الحماقة وحدها هي التي أعيت من يداويها ولكن البجاحة أيضا مثلها!
الجريدة الرسمية