رئيس التحرير
عصام كامل

احذروا قبل أن يصبح الانتحار ظاهرة


نشرت إحدى الجرائد أن شابا فى الثلاثينيات من عمره أقدم على الانتحار وأنهى حياته لمروره بظروف قاسية، منها أنه لا يستطيع أن يوفر احتياجات منزله وأقدم بسببها على الانفصال عن زوجته فما كان منه إلا أن انتحر وأنهى حياته مختتما إيها برسالة إلى أهله (سامحونى ) لم تكن هذه الحالة هى الأولى من نوعها فلقد أقدم على الانتحار فى مده لا تتجاوز شهرا ثلاثة شباب أخرين مروا بظروف مشابهة لهذه الحالة وانتهى الحال بهم إلى الانتحار وبكل أسف مرت هذه الحوادث دون أن نجد لها صدى سواء على وسائل الإعلام منوها بخطورة تناميها أو بعظيم حرمتها وحتى على مستوى الحكومة وكأن شيئا لم يحدث وكأن أرواحا لم تزهق ولم نجد للطب النفسى فى هذه المرحلة العصيبة دورا مع أن دوره اليوم بالغ الأهمية.


فيا حكومتنا (الموقرة) بالله عليكم اتخذوا التدابير اللازمة لكى تحدوا من هذه الحوادث انظروا بعين متبصرة وبحس وطنى ودينى لحال الملايين من المهمشين والمطحونين يا سادة ولو حتى بالقليل (المصرى يرضى بقليله)، أخرجوهم من حالتهم هذه ولا تكونوا انتم وظلم الدنيا وقسوتها وعذابها عليهم.

الأطباء النفسيون وخبراء التنمية البشرية املأوا الدنيا حديثا عن التفاؤل، اجعلوا التفاؤل والثقة فى المستقبل سمة يحيا بها المواطن المصرى ويثق فى أن مستقبل بلادنا واعد وأن مصر فى طريقها نحو تحقيق الرخاء لمواطنيها وإسعاد شعبها.

للمواطن: هذا العمل مجرم فى كل الأديان السماوية لأن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان وكرمه بخلقه بيده ونفخ فيه من روحه وجعله خليفة عنه وزوده بالقوى والمواهب ليسود الأرض وليصل إلى أقصى ما قدر له من كمال مادى وارتقاء روحى والإقدام على مثل هذه الجريمة النكراء فيه تحد لإرادة الله لأن الإنسان بناء أراده الله وقتل الإنسان فيه هدم لهذا البناء فلذلك كان هذا الوعيد الشديد والعذاب الإليم لمن يقترف هذا الإثم وهذا الذنب فى حق نفسه وحق الله وحق أهله وحق المجتمع، ولذلك قال تعالى (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما ).

وروى البخارى ومسلم عن أبى هريرة (رضى) قال قال (ص) (من تردى من جبل فقتل نفسه فهو فى نار جهنم يتردى فيها خالدا مخلدا فيها أبدا ومن تحسى سما فسمه فى يده يتحساه فى نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا ومن قتل نفسه بحديدة فحديدته فى يده يتوجأبها فى نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا ) صدق(ص).

وعن جندب بن عبد الله قال قال (ص): (كان فيمن قبلكم رجل به جرح فجزع فأخذ سكينا فحذ بها يده فما رقأ الدم حتى مات قال الله تعالى بادرنى عبدى بنفسه حرمت عليه الجنة )، صدق الرسول الكريم.
الجريدة الرسمية