في اليوم العالمي لحقوق الإنسان.. مواطنون: "عمرنا راح وإحنا بندور على حقوقنا"
"حقوق الإنسان".. قد تبدو هذه العبارة غريبة على مسامع فئة من الشباب الكادح الذي أمضى الجزء الأول من حياته في الدراسة ورسم خريطة ناجحة لحياته ومستقبله، لتبدأ المرحلة الثانية بالبحث عن لقمة عيش مضمونة المصدر يكسبها بكد وشرف وكرامة.
ليفاجأ بعد المشقة أنه لا يزال على الهامش، وأنه إذا أراد الحصول على هذه الحقوق التي طالما تشدق بها المتلونون المهرة في المتاجرة بأحلام الشباب، اتهم بالتطلع واصطدم بالواقع المرير، وأنه لا سبيل له إلا "التخلي عن أحلامه أو كرامته، أو الهجرة غير المشروعة أو الغربة، أو محاربة المجهول.
يقول محمد خالد، موظف: بعد تخرجي من كلية الحاسبات والمعلومات، وتوقعي أن أجد فرصا عديدة في الوظائف الحكومية والخاصة، اصطدمت بهذا الواقع المرير، بأن سوق العمل لا يستوعب ملايين الشباب الحاصلين على شهادة مماثلة، حتى أنني أفكر في تغيير مجال دراستي والبحث عن عمل في أي مجال آخر، لكن هذا يحتاج لميزانية جديدة للدورات التي تؤهلني للمجال الجديد، والمشكلة الأكبر أنني لا أزال لا أرى نفسي في أي عمل آخر وأخشى من الفشل، ودائما ما يراودني سؤال: "هو مش من حقي كإنسان إني أشتغل الحاجة اللي بحبها عشان أنجح فيها".
وتساءلت ميار سعيد: هل يعقل بعد أن درست في كلية الآثار، وحلمت على مدى أربع سنوات بأنني أرافق وفودا سياحية وأشرح لهم آثار بلادي بفخر وعزة أن انتظر في طابور العاطلين، حتى إنني صممت على أخذ دورات للغات أثناء سنوات الدراسة استعدادا للعمل الذي أحلم به، وكنت حريصة على الاستعانة بالمراجع التاريخية التي صقلت معلوماتي.
وكانت المشكلة بعد أن تخرجت بأن وزارة الآثار ترفع شعار ممنوع التعيين، حتى جاءت ثورة 25 يناير التي أشعلت نور الأمل في الالتحاق بالعمل الذي يناسب شخصيتي وطموحاتي وأهدافي في الحياة، والذي أعبر به عن مقدار حبي لأرض مصر، والذي سأعرف به السياح على حضارتنا الأصيلة.
لأفاجأ من جديد بأن "حقوق الإنسان المصري" مهدرة إلى أبعد مدى، فالتعيينات من جديد تتم من تحت الترابيزة، وأن المحسوبية هي المعيار الوحيد في سوق العمل وليس الجودة أو الخبرة أو أي مصطلح معترف به في سوق العمل الناجح.
وتساءل الحاج حسن عبد الله، عن مفهوم "حقوق الإنسان" الذي يحتفل به العالم، ومدى احترام المسئولين في المراكز القيادية لهذا المفهوم، فحتى الآن يتم رش الأرض وتنظيفها وتوزيع الزهور والرياحين قبل زيارة المسئول لأي مشروع أو منطقة، وبعد إنهاء الزيارة يفاجأ السكان بأن الوضع عاد كما كان، والزهور استبدلت بتلال القمامة المتناثرة بلا أي مراعاة لحقوق المواطن في بيئة نظيفة وهواء نقي ومسئول صادق النوايا.