رئيس التحرير
عصام كامل

"تليجراف": مصر تدفع ثمن تاريخ طويل من تجاهل الطبقات العاملة

احدى تظاهرات الميادين
احدى تظاهرات الميادين المصرية

رأت صحيفة "تليجراف" البريطانية أن السبب وراء الفشل فى احتواء تظاهرات الميادين المصرية التى بلغت مؤخرًا حدود الفوضى، يرجع إلى وجود فجوة تاريخية فى التفاهم بين النخب السياسية والمتظاهرين من أبناء الطبقة العاملة.


وقالت الصحيفة، فى تعليق بثته على موقعها الإلكترونى اليوم الثلاثاء، "قد يظن من يرى مشاهد الفوضى التى تشهدها الميادين المصرية أن الثورة التى استكملت عامها الثانى باءت بالفشل، وهذا ليس فشلًا بقدر ما هو عجز من النخب السياسية المصرية عن احتواء المتظاهرين، المنتمين فى الغالب إلى الطبقات المهمشة والعاملة التى تعانى من تجاهل وعدم فهم تلك النخبة السياسية على مدى عقود".

وأضافت أن ثمة مبررات متنوعة تدعم هذا الظن منها الدعوى بأن الإسلاميين قفزوا على الثورة، أو أن المصريين لم يكونوا مؤهلين بعد للديمقراطية، أو أن النشطاء الليبراليين والعلمانيين الذين نظموا لقيام الثورة لم يكن لديهم تصور عن الطريقة التى يجب اتباعها للعودة بمصر إلى مسارها.
ودللت صحيفة "تليجراف"البريطانية على صحة استنتاجها بالإشارة إلى المدن التى تشهد مظاهرات أكثر من سواها كبورسعيد والسويس والإسماعيلية، معيدة إلى الأذهان، أن هذه المدن الصناعية والتجارية حديثة الإنشاء إذ لا يتعدى عمرها المائة عام، ومعظم سكانها من العمال الحاصلين على مستويات تعليمية متواضعة لا تؤهلهم لفهم نظريات النخب السياسية، على حد ما جاء بالتعليق.
وقارنت الصحيفة بين تاريخ علاقة الليبراليين مع الطبقات العاملة المهمشة على جانب، وتاريخ علاقة جماعة الإخوان المسلمين مع الطبقات نفسها على الجانب الآخر؛ مشيرة إلى أنه بينما تبنى الإخوان منذ ظهورهم فكرة العقد الاجتماعى وظلوا كأطباء ومهندسين ومحامين وأئمة مساجد يقدمون الخدمات لمجتمعاتهم بالقرى والمدن فى ثوب من الاحترام والتقوى والعفة، كانت النخب الليبرالية والاشتراكية، التى تعلمت بالخارج وتبوأت مناصب عالمية كبرى، منشغلة بتجاذب أطراف الحديث عن النظريات السياسية الصعبة التى لا تسمع عنها الطبقات المهمشة.

ورأت الصحيفة فى ختام تعليقها، أنه كان من الطبيعى إذن غداة قيام الثورة التى كان لابد من قيامها، أن " ينجذب هؤلاء المهمشون الذين يمثلون السواد الأعظم من المصريين إلى جماعة الإخوان جزاء وفاقًا على تاريخها الذى يفهمه هؤلاء ليتبوأ الإخوان مقاعد السلطة، فيما لم يكن مستغربًا فى الوقت نفسه أن تصبح النخبة الليبرالية فى خانة المعارضة" ، ولكن انقلب الوضع الآن.
الجريدة الرسمية