رئيس التحرير
عصام كامل

حكمت المحكمة


ما الذى أصابنا نحن المصريين؟!، فبعد سماع حكم المحكمة التاريخى، انتابتنى حالة غريبة من الفرحة من حكم المحكمة، لأن القصاص أمر إلهى، أمر الله ،عز وجل، به، وفى نفس الوقت شعرت بحزن شديد، لأن مَن ماتوا فى استاد بورسعيد هم مصريون، ومَن حُكم عليهم بالإعدام مصريون، أيضًا، وإن مَن ماتوا فى الأيام القليلة الماضية هم مصريون أيضًا، فماذا حدث ومازال يحدث؟!، هل هانت علينا الدماء إلى هذا الحد؟!، ولماذا هذه الدماء؟، ويبقى السؤال الأهم: مَن المسئول عن هذه الدماء؟، وفى رقبة مَن ومَن سيُحاسب عنها يوم القيامة أمام الله؟، دعونا نتساءل بصدق: هل هو الرئيس أم الحكومة أم المعارضة أم الفلول؟، مَن المسئول عن هذه الدماء؟.


 والإجابة التى أقتنع بها وأؤمن بها أننا جميعًا سنُسأل أمام الله ،عز وجل، يوم القيامة، عن هذه الدماء الطاهرة الزكية، التى سالت فى هذه الأيام الصعبة التى تمر بها مصر، فمَن سكت ومَن حرّض ومَن ساعد على إراقة هذه الدماء سيُسأل ويُحاسب، أما أن يُحمِّل كل طرف الطرف الآخر أنه المسئول عن هذه الدماء، فهذا عبث وتهريج، لأننا جميعًا مسئولون عن هذا الخراب وهذا الدمار الذى يحدث لمصرنا.

 إذن ما الحل؟، والله ليس لها من دون الله كاشفة، فلا أدرى لمصلحة مَن إفلاس الدولة وهروب المستثمرين وزيادة البطالة وزيادة الأسعار وانفلات الأمن والقتل وإحراق الأقسام والسجون والمحاكم والوزارات والهيئات الحكومية، فمن المستفيد من دمار وإحراق مصر؟، فوالله إذا لم نتكاتف ونتّحد ونجلس جميعًا لنحدد الأهداف المشتركة التى نتفق عليها جميعًا، حتى نخرج من هذه الأزمة الصعبة التى نمر بها، فلن نجد مصر، ولن تجد الرئاسة أو المعارضة شعبًا لتحكمه، فإنها فتنة ستأكل الأخضر واليابس.

 أسأل الله ،عز وجل، أن يرحم موتانا من المصريين، وأن يغفر لهم ويرحمهم وأن يغفر تقصيرنا فى حقّهم، وأن يحفظ بلادنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يؤلِّف بين قلوبنا وأن يوحّد صفّنا، وأن يهدينا أجمعين.. آمين آمين آمين.

الجريدة الرسمية