رئيس التحرير
عصام كامل

فى ذكرى وفاته..الأنبا "ونس" قديس الأقصر فى الجنوب مازال حيًا

الأنبا ونس
الأنبا ونس

لأن كلمة "أنبا" هذه المفردة السريانية الأصل لا تعنى بالعربية سوى كلمة "أب" أى أب روحى أو بالإيمان، صار الصبى "يؤنس الأقصرى" لقبًا وأبًا بالإيمان، ترى القلوب محبته فى قدرة الملك رب العالمين، وفى هذه البركة العظيمة التى أودعها فى القلوب المؤمنة أحيانًا، فالشهيد الصبى وغيره من القديسين أكثروا من العبادة ليلًا ونهارًا، صاموا وصلوا وتلوا آيات الكتاب إلى أن رحلوا لطريق الملكوت والأبدية تاركين شفاعتهم تتجلى فى قدرة القدوس ومحبته لعباده- حسبما يؤمن الإخوة الأقباط.

الأنبا "ونس"، هذا الصبى المؤمن شفيع الجنوب ولد من أبوين فقيرين بمدينة الأقصر ولقب باسم "يؤنس" بعد أن نال نعمة الشموسية، عاش وحيدًا لوالديه ونشأ على حب الفضيلة وحب الكنيسة ومخافة الله وقراءة الكتاب المقدس والاطلاع على سير القديسين والشهداء.
لذا عاش راهبًا ناسكًا رغم صغر سنه إذ كان ابن 12 عامًا وكان محبًا للفقراء وتعلم الألحان الكنسية وكان يساعد فى عمل القربان فى أيام الجمع والأحاد وأما بقية الأيام التى بلا قداسات فكان يطلب من جيرانه عمل خبز صغير يسمى "الحنون" كى يقتات عليه.
وبعد أن شهد القديس عذابات المؤمنين أمام عينه ومن بينهم معلمه الكفيف "جاد" رأى فى حلمه أنه ينال إكليل الشهادة من أجل محبته لرب العالمين، فذهب لأسقف مدينة الأقصر آنذاك وقص عليه الرؤيا وطلب منه أن يدفن جسده فى مدافن "أم قريعات" فى الأقصر فوعده بتحقيق طلبه.
وما لبث الحلم إلا أن أغار جنود الوالى الرومانى على مدينة الأقصر وبعد أن عذبوا كثيرين من المؤمنين سمعوا أن القديس ونس يثبت المسيحيين ويحثهم على الذهاب إلى الكنيسة ويشجعهم على الاستشهاد حبًا فى المسيح فبحثوا عن الطفل وعثروا عليه فلم يخف، بل اعترف بإيمانه وقال لهم: "لن أترك إيمانى وإيمان آبائى".
وبعد ألوان كثيرة من العذاب فصلوا رأس الصبى عن جسده المؤمن وكان ذلك يوم السبت الأول من فبراير مطلع القرن الرابع الميلادى.
هنا حمَّل المؤمنين جسد القديس الذى عرفوه من ملابسه تلك التى اعتادوا أن يروه بها، وبأمر أسقف المدينة بحثوا عن رأس القديس التى وجدوها شمال المدينة وكفنوه بأكفان غالية ووضعوه فى أنبوب من الفخار وصلوا على جسده صلاة تليق بالقديسين وحسب وصيته دفن فى مدافن "أم قريعات".
وفى عهد القديس مرقص، مطران الأقصر وإسنا وأسوان عام 1879، نشأت فكرة إزالة المقابر من وسط المدينة ونقل الجسد ليصل إلى مدرسة الأقباط بالأقصر ليأتى إليه الزائرون من كل أنحاء العالم.

الجريدة الرسمية