رئيس التحرير
عصام كامل

كراهية "نتنياهو" لـ"مانديلا" وراء عدم ذهابه للجنازة وليست التكاليف

رئيس الوزراء الإسرائيلي
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو

أبرزت إذاعة الجيش الإسرائيلى أنه بدا للجميع بحسب ما تم نشره في وسائل الإعلام الإسرائيلية، أن تكاليف رحلة رئيس الوزراء الإسرائيلى "بنيامين نتنياهو" لجنوب أفريقيا كانت العائق في عدم ذهابه لجنازة الزعيم "نيلسون مانديلا".


وأظهرت الإذاعة أنه يبدو جليًا وبعيدًا عن تلك التكاليف التي يتم الحديث عنها، أن كلا من الرجلين لم يكن مقربين من بعضهما البعض، ويعود هذا إلى أن مانديلا كان مقربا من الزعيم الفلسطينى الراحل "ياسر عرفات" ودائمًا كان يوجه انتقادات ضد سياسة نتنياهو.

وأضافت الإذاعة أن مانديلا كان قد صرح سابقًا في مقابلة مع صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية خلال فترة ولاية نتنياهو الأولى بأن "عرفات قد قدم تنازلات كبيرة من أجل السلام، ولا أستطيع قول نفس الشيء صوب نتنياهو الذي انحرفت حكومته بشكل كبير عن المسار الذي حدده كل من "إسحاق رابين" و"شيمون بيريز"، ولا أستطيع أن أشعر إلا بالأسف تجاه ذلك.

ويؤكد المحلل الإسرائيلى "ياريف أوفنهايمر" اليوم الإثنين، في مقال له بموقع "واللا" الإخبارى العبرى، أنه بالطبع ليست التكاليف التي منعت نتنياهو من المشاركة في جنازة مانديلا، ويرى أن نتنياهو يبحث عن أي ذريعة تجنبه الوقوف بجانب كل زعماء العالم والقيام بتقديم التحية لمن حارب وانتصر على نظام الفصل العنصرى، وهو يعلم لماذا.

وبحسب صحيفة "هاآرتس" فإن مانديلا كان رافضًا لسياسة إسرائيل وللصهيونية، وحين تمت دعوته لزيارة تل أبيب رفض بشكل مهذب ومراوغ جوهريًا دون إبداء أسباب، وشكر من عرض عليه الدعوة وقال "إن الوقت لم يحن بعد لزيارة إسرائيل"، وهو ما يؤكد رفضه لنظام الفصل العنصري في إسرائيل.

ومن جانبها، وصفت القيادية في المجلس الأعلى الإسلامي العراقي ليلى الخفاجي تعزية إسرائيل بوفاة مانديلا، بأنها ازدواجية ونفاق سياسي تحاول من خلاله تجميل صورتها بالقول إنها تقف في صف الأحرار والمضطهدين في العالم خلافا لما تقوم به من اضطهاد وتمييز واستضعاف.

وقالت الخفاجي في حديث لمراسل وكالة أنباء فارس "إن هذه الازدواجية تدل على عظمة هذا الرجل، وبالتالي حتى أعدائه أو خصومه يبادرون إلى التعزية والإشادة بمواقفه، وهذا نفاق سياسي لاستغلال الموقف الذي بات محرجا بالنسبة لهم باعتبار أن مانديلا أصبح من الشخصيات التي يشيد الجميع بها وأن عدم تعزيتهم سيجعلهم في الصف الآخر، وهو صف العنصرية واضطهاد الشعوب وهذا محرج لهم"..

وأضافت القيادية في المجلس الأعلى الإسلامي العراقي: "وبالتالي هذه التعزية من باب البروتوكولات لأن إسرائيل هي من تضطهد وتميز وتستضعف ولا يمكن أن توضع في صف نيلسون مانديلا والأحرار الآخرين، وما يصدر عنها هو مجرد محاولة لتجميل صورة إسرائيل لا أكثر".
الجريدة الرسمية