رئيس التحرير
عصام كامل

روبرت فيسك: جرائم إسرائيل أفقدت الغرب احترام القانون الدولي.. الجرائم الأمريكية في أفغانستان والعراق لا تقل عن الجرائم الإسرائيلية.. والحرب في لبنان فاقت حمام الدم السوري

الكاتب روبرت فيسك
الكاتب روبرت فيسك

قال الكاتب البريطاني روبرت فيسك إن جرائم إسرائيل أفقدت الغرب احترام القانون الدولي، وأن الجرائم الأمريكية في أفغانستان والعراق لا تقل عن الجرائم الإسرائيلية، مضيفا أن الحرب في لبنان فاقت حمام الدم السوري، مطالبا بتوثيق جرائم الحرب الإسرائيلية في لبنان.


وأشار فيسك في مقال بصحيفة الإندبندنت البريطانية إلى مغادرة كارستن ديفيد، الضابط النرويجي للبنان وكتابته كتابا عن عمليات التعذيب التي مارستها إسرائيل، وقال: "رغم أن بعضنا غطى قصص حروب إسرائيل على مدى أعوام 1978، 1982، 1996 2006، إلا أن مع كل قصة تثير الرعب بداخلنا، ولكن سيبقى تقرير كارستن العار على إسرائيل في لبنان".

وأضاف فيسك أن الفصل الأول من كتاب كارستن كان بعنوان وداعا لبنان: هزيمة إسرائيل، وتضمن استجوابا مفصلا لضحايا التعذيب من شنق، لبتر أذرعهم، وتعذيبهم بالكهرباء، وتعرضهم للاغتصاب وسوء المعاملة في المستشفيات الإسرائيلية لقدامى المحاربين في إسرائيل نفسها.

ولفت فيسك إلى أن كتاب كارستن أثار ضجة كبيرة في شاشات التليفزيون والإذاعة النرويجية التي أرادت أن يعلم العالم الكثير عن إسرائيل وحزب الله وعمل الكتيبة النرويجية في جنوب لبنان والقصص الكثيرة التي أزعجت قوات حفظ السلام وخاصة الأطباء العسكريين وتعرض الكثير من النساء والرجال للتعذيب الذين كان يسمع صرخاتهم مدوية في الليل من التعذيب الإسرائيلي التي نفته إسرائيل وقالت أن الميلشيات اللبنانية هي المسئولة عن ذلك والأمم المتحدة لم تصدق ذلك.

وقال فيسك أنه كان هناك العديد من قصص الشجاعة حيث تمكن أربعة رجال من الهرب من المخيم ليلا في بيروت بمساعدة جنود من الأمم المتحدة مستوحاة قصة هروبهم من معسكرات الاعتقال في الحرب العالمية الثانية.

وذكر فيسك تصريح محام إسرائيلي بوجود سجناء لبنانيين محتجزين في إسرائيل بشكل غير قانوني بموجب القانون الدولي وبقوا العديد من السنوات بدون محاكمة ولم يسمع أحد عن قضيتهم، فضلا عن بقاء العديد في المخيمات عارين معذبين أثناء استجوابهم ورفض السلطات الإسرائيلية زيارة الصليب الأحمر الدولي لهم وبقائهم بدون علاج لعدة أيام.

وتساءل فيسك : لماذا اندهشنا عندما فوجئنا بأن الجيش الأمريكي عذب وقتل سجناء في العراق وأفغانستان في حين صمتت على جرائم التعذيب الإسرائيلي في جنوب لبنان، واعترضت الولايات المتحدة على إدانة الأمم المتحدة على معاملة إسرائيل للمدنيين اللبنانيين، وفيما يبدو أن معسكر الاعتقال الجماعي كان نسخة من جوانتانامو، مختتما مقاله بالإشارة إلى أن الحرب في لبنان تفوق حمام الدم في سوريا.
الجريدة الرسمية