رئيس التحرير
عصام كامل

«القوة الناعمة سلاح معتدلي سوريا ضد القاعدة».. «الإندبندنت»: حملة لاستقطاب المدنيين من المتشددين.. المعتدلون يواجهون «الدولة الإسلامية» بالمساعدات الإنسانية.. المتطرفون ي

صحيفة الإندبندنت
صحيفة الإندبندنت البريطانية

ذكرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، اليوم الإثنين، أن جماعات "المعارضة المعتدلة" في سوريا بدأت حملة للفوز بقلوب وعقول السكان المدنيين الذين يعيشون في المناطق التي خرجت عن سيطرة القوات الحكومية وذلك بهدف مواجهة النفوذ المتزايد للجماعات الإسلامية المتشددة التي ترتبط بتنظيم القاعدة.


وقالت الصحيفة البريطانية، في تقرير لها عبر موقعها الإلكتروني، اليوم، إن المعارضة والثوار المعتدلين في سوريا يركزون في هذه الحملة على "القوة الناعمة" من خلال بذل جهود أكبر لزيادة توفير إمدادات المساعدات الإنسانية والخدمات التي يعد سكان تلك المناطق في حاجة ماسة إليها، مشيرة إلى أن هذا يمثل نفس الأسلوب الذي تتبعه جماعة "الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام" المرتبطة بتنظيم القاعدة.

وأضافت الصحيفة أن "هذا التحرك من جانب المعارضة المعتدلة يأتي ردًا على حملة غير مسبوقة قامت بها جماعة (الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام) في العام الماضي لنيل تأييد السوريين الذين يعيشون في المناطق التي تسيطر عليها وتحقيق هدفها في إقامة خلافة إسلامية بالعراق وسوريا ولبنان".

وأشارت إلى أن هذه الجماعة المتشددة تتلقى تمويلا متواصلا من خلال شبكة عالمية من أجل توزيع الطعام في المناطق التي يشح فيها في سوريا وكذلك إقامة مدارسها ومحاكمها الخاصة بها وبالتالي توطيد وجودها في تلك المناطق.

لكن هذا النشاط من جانب هذه الجماعة المتشددة جاء على حساب الجماعات المعتدلة التي لا تتلقى مثل هذا التمويل والوسائل لعمل ذلك، وتأمل المعارضة الموجودة في الخارج وكذلك جناحها العسكري "المجلس العسكري الأعلى في سوريا" وهو تحالف من الجماعات المسلحة المدعومة من الغرب، في استخدام هذه القوة الناعمة لتهميش جماعة "الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام" والفوز مرة أخرى بتأييد السوريين في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة.

ونقلت الصحيفة عن مستشار بارز بالمجلس قوله: "أدركنا أنه من أجل مكافحة وجود القاعدة، يتعين علينا مواجهتها ليس فقط عسكريا بل أيضًا على الجانب الاجتماعي، ونحن نضاعف جهودنا على هذه الجبهة".

وذكرت "الإندبندنت" أن هذه الخطة تستند إلى اعتقاد المعارضة بأنه إذا تسنى للسوريين الاختيار بين تلقى الدعم من جماعات متشددة مثل "الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام" أو من المعارضة المعتدلة فإنهم سيختارون الخيار الأخير وهي أيضًا طريقة تأمل المعارضة المعتدلة من ورائها، مواجهة صعود هذه الجماعة المتشددة بدون مواجهتها عسكريا حتى تتجنب سحب المقاتلين من جبهة القتال ضد قوات الرئيس السوري بشار الأسد.
الجريدة الرسمية