رئيس التحرير
عصام كامل

أشهر المعالجين بالقرآن بالشرقية لـ« فيتو»: العلاج بالقرآن «ولاية عامة» للرجال فقط.. الحجاب بالقرآن شعوذة و«الزار» استجلاب للشياطين.. التحدث مع الجن «كذبة» والعل

الشيخ هارون عبد العاطى
الشيخ هارون عبد العاطى

عندما تتأزم الحالة المرضية ويدب اليأس في جنبات المريض وعروقه فإنه يبدأ في عمل أي شىء أو تصديق أي شىء أملا في الشفاء والتخلص من ألم المرض، وتكون النتيجة وقوعه في فخ السحرة والمشعوذين، وفى فخ فئة منهم يزعمون أنهم يعالجون بالقرآن، بعضهم يسأل المريض عن اسم الأم وبعضهم يخط في الرمل وكلهم يقرأون أشياء أشبه بالتمتمات، عندما يظهر عجزهم وتنكشف خدعتهم للمريض يقولون له "اذهب للطبيب لأن مرضك عضوي"، متناسين أنه ذهب إليهم في الأساس بعد ذهابه لأكثر من طبيب.


هؤلاء المشعوذون منهم من يدعي أن معه مملكة من الجن مثلما كان يقول الشيخ السنوسي بقرية كفر الفرعونية بمركز أشمون، منوفية، أشهر من عالج بهذه الطريقة في الثلاثين سنة الأخيرة إذ كان يدعي أن معه مملكة من الجن تترأسها جنية مسلمة تدعى الملكة سالى، وكان يأتي للعلاج عنده مرضى من كل مكان بما في ذلك دول الخليج وكان المشهد عنده مزدحم يوميا أكثر من ازدحام الليلة الكبيرة لمولد السيدة نفيسة، وسرعان ما ادعى أن الملكة سالى تركته ولم يعد قادرا على شفاء أحد، وفجأة خرج على الساحة وبنفس القرية شخص يدعى "مجدي تحدى " قال أن سالى تركت السنوسى وجاءته، والمدهش في الأمر هو أن الاثنين أولاد عم.

"فيتو" التقت الشيخ هارون عبد العاطي، مدرس الشريعة الإسلامية بالمملكة العربية السعودية ومن دعاة مصر ومن أشهر المعالجين بالقرآن بالشرقية، فقال أن هناك معالجين جهلاء وسحرة نعرفهم من أفعالهم ومنهم من يسأل عن الاسم واسم الأم فهو ساحر.

وتابع: ومن يفتح الكتاب أو يأخذ الأثر فهو ساحر، ومن يكتب على بيضة أو صورة فهو ساحر ، ومن يضع المصحف بمفتاح أو يربطه أو يزينه فهو ساحر، ومن يستخدم الوسيط ( غلام أو فتاة) لم يبلغا الحلم للحصول على أي معلومات من الجن فهو ساحر، من يتمتم بأي كلام غير مفهوم فهو ساحر، ومن يستخدم الرصاص فهو ساحر.

واستطرد هارون قائلا: ومن يعقد عقدا ثم تحل فهو ساحر، ومن يدعي أن معه جنيا مسلما يساعده أو معه ملائكة تساعده فهو ساحر، فالاستعانة لا تكون إلا بالله، ومن يخط في الرمل ويستخدم الودع فهو ساحر، ومن يأمر بذبح أي طائر فهو ساحر، وما يسمى بالمندل لمعرفة أمر غيبي سواء شىء مسروق أو مفقود أو بالمرأة أو الفنجان أو وضع مصحفا بمفتاح أو أي طريقة أخرى فهذه من أعمال السحرة.

وأكد الشيخ هارون في حديثه لــ"فــيـتــو" من يدعي أنه يحضر الأرواح ويقوم بالتنويم المغناطيسي فهو ساحر قائلا: ما يسمى بالزار فهو استجلاب للشياطين بما حرم الله والتقرب إليهم وهو من أعمال السحرة، ويجب عدم الذهاب إلى الكنائس والأديرة نهائيا، من يفعل أي شىء يبهر الحاضرين فهو ساحر، ومن يقول هذا سحر أو عمل أو قرين أو سحر سفلي أو أي من أعمال السحر فهو ساحر ويقوم بإحداث الوقيعة بين المسلمين.

وأوضح الشيخ أخطاء وبدع المعالجين بالقرآن الكريم ومنها تحديد مبلغ مقابل العلاج والتفرغ له واتخاذه مهنة وهذا لم يفعله أحد من السلف الصالح وكان العلاج حسبة لوجه الله، ومنها أيضا طلب شراء أشياء من العطار كالحلتيت أو الترياق أو دم الأخوين أو أشياء أخرى فالعلاج بالقرآن فقط.

وكذلك -وكما يقول الشيخ هارون - بيع الماء والزيت وعسل النحل المقروء عليه أو بيع أي أعشاب أو شياء أخرى فهذا احتيال وتجارة بالدين ولم يفعله أحد من السلف.

وشدد على أن تصوير الحالة يعد فضيحة للغير وشهرة للمعالج فمن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة، مشيرا إلى أن ضرب الجني أو خنقه ينفر الناس من العلاج بالقرآن الكريم، فهو شىء لم يفعله النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ولا الصحابة.
وأكد أن التحدث مع الجني كلام مكذوب، فالرسول ولا أحد من الصحابة ( صلى الله عليه وسلم ) تحدث إلى الجني وقال: ويفعل ذلك المحتالون الجدد يفعلون ذلك ويزعمون ذلك، ومن ألف كتابا فيه محاورات مع الجن ابتدع في الدين وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار، ومن يقل للجني اخرج من مكان كذا أو كذا فهذا لم يفعله النبى ( صلى الله عليه وسلم ) وإنما قال اخرج عدو الله فإني رسول الله فتلك خصوصية للرسول ( صلى الله عليه وسلم ) وحده..

وتابع: ومن يشخص الحالة ويقول هذا سحر أو مس أو قرين أو عمل أو حسد فكل هذا غيب لا يعلمه إلا الله، من يأمر الفرد بأن يرفع يديه ثم يقول إذا كان الفرد به سحر افعل كذا وإذا كان به مس افعل كذا ولو كان الجن مسلما فكلها وسائل خاطئة ولم يفعلها أحد وتلك بدعة منكرة فكيف يثق بجني ظالم وآثم وكذوب، ومن يأمر المريض بقراءة سور معينة بأعداد معينة أو آيات معينة فتلك بدعة والمطلوب أن يقرأ ويتدبر ويعمل بما في القرآن، ومن يعالج الرجال والنساء في مكان واحد فهو آثم وظالم ومخالف لشرع الله فالمرأة لا تعالج إلا في وجود أحد محارمها.

وعن العلاج بالحجاب قال الشيخ هارون عبد العاطي: من يكتب حروفا مقطعة أو حرفا مقلوبا أو يكتب أي شىء يحمله المريض كحجاب ومن يدعي أنه يستطيع أن يعرف معلومات عن الغير بمجرد النظر إلى العين، ومن يضع ملعقة على أنف المريض أو يمسك القدم من أسفل ومن يحاول إخراج الدم من أصابع القدم ومن يصب الماء البارد على الفرد فتلك بدع منكرة ولم يفعلها أحد من السلف الصالح، ومن يقول أخرجت كذا أو عدد كذا من الجن أو أسلم على يدي عدد من الجن فهو كاذب فليست مهمة المعالج إخراج الجن أو إسلام الجن، ومن يدعى كاذبا أنه يحرق الجن أو يذبح الجن فالجن غيب لا نراه، فقال تعالى ( إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم ) ولم يفعل ذلك إطلاقا أحد من السلف، ومن يأمر المريض بأن يغمض عينيه ويذكر ما يراه، بدع منكرة ولم يقل بها أحد.

والمرأة لا يجوز لها شرعا أن تعالج بالقرآن الكريم لأن العلاج بالقرآن من الولايات العامة الخاصة بالرجال وحدهم كالنبوة والحكم والقضاء والإفتاء فقد قال تعالى ( وما أرسلنا قبلك إلا رجالا نوحي إليهم ) سور الأنبياء. وقال سبحانه ( ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا ) فالإسلام حافظ على المرأة من رجال الإنس والجن وكرمها وحرم عليها الاختلاط بالأجانب من الرجال، فضلا عن أنها تحيض وتلد وتترك الصلاة كما لا يجوز لها أن تعالج بنات جنسها من النساء وأجمع علماء الأمة على ذلك ولكن يجوز لها أن ترقي الغير من الحسد أو أن تقرأ على الماء سواء لنفسها أو لغيرها

كما أوضح الشيخ هارون أن السحر السفلي والعلوي وغيره مجرد أسماء وكتاب الله أقوى من تلك الأفعال موضحا كيفية حماية المؤمن لنفسه من الدجالين واستغلالهم له، قائلا: لابد من أداء جميع الصلوات في أوقاتها وإن كان رجلا فالصلاة في المسجد، والمحافظة على أذكار الصباح والمساء بعد صلاة العصر وقبل النوم وباقي الأذكار من كتيب حصن المسلم أو أي كتاب آخر، قراءة آيات الرقية الشرعية على الماء وعند القراء يشترط دخول النفس الخارج من القارئ في الماء ، أو قراءة الرقية الشرعية على عسل النحل مع أخذ ملعقة قبل النوم وعند الاستيقاظ ملعقة على الريق قبل الأكل، أو الاستماع أيضا إلى الرقية الشرعية مرة أو مرتين نهارا وليلا، والتحكم في جهاز التليفزيون ومشاهدة القنوات الدينية المتخصصة فقط، وعدم الاستماع إلى الأغاني نهائيا، وعدم وجود صور لإنسان أو لطائر أو حيوان على الجدران، والتزام المرأة بالرقية الشرعية وعدم التبرج والتدخين، ومن توجد عنده أحجبة فلا بد من إحراقها فورا فالقرآن لا يتخد حجابا على الإطلاق ، بل هي من أعمال السحرة. ولابد أن تلتزم المرأة بالبرنامج كاملا أثناء الدورة الشهرية ما عدا الصلاة، فبقدر التزام الفرد بالبرنامج واليقين بالله يكون الشفاء بإذن الله.

الجريدة الرسمية