رئيس التحرير
عصام كامل

واشنطن بوست: طموحات "تنظيم دولة العراق الإسلامية" تصل إلى سوريا

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

نشرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية تقريرا عن طموحات تنظيم دولة العراق الإسلامية الذي يسعى لإنشاء دولة جديدة تقوم على الشريعة الإسلامية في العراق ولكن طموحاتهم تخطت الحدود العراقية وأطلقوا حملة كبيرة للسيطرة على الأراضي السورية بعد تدهور الوضع الراهن بسبب الحرب الأهلية السورية الدائرة منذ ثلاث سنوات.


وأشارت الصحيفة إلى أن تنظيم دولة العراق بدأ منذ أكثر من سنة عن طريق بناء القدرات العسكرية والعمل على تجنيد الكثير من الأشخاص للانضمام إلى صفوفه وتوسيع طموحاته لتشمل أيضا سوريا وتدمج البلدين تحت راية التنظيم.

و أعلن التنظيم مسئوليته عن مئات الهجمات التي أودت بحياة 6200 شخص في هذا العام بالعراق وكانت أسوأ أعمال عنف شهدتها البلاد منذ عام 2008.

وفيما يبدو الآن ترغب الجماعة بمرحلة جديدة متطورة وتقحم نفسها في بعض أجزاء من سوريا كما فعلت نفس الشيء في العراق.

ونقلت الصحيفة عن جيسكا لويس مديرة الأبحاث في معهد دراسات الحرب التي أجرت دراسة على الجماعة قبل أن تطلق على نفسها تنظيم القاعدة في العراق " أننا نشاهد معارك متواصلة مع قوات الأمن في العراق، وهذا يدل على أنهم يريدون البقاء وفقا لمصالحهم وهم الآن يتحركون على أرض الواقع ويفعلون ما يحلو لهم وفقا لمخططهم".

وأضافت الصحيفة أن أحدث هجوم وقع في وسط مدينة كركوك بالأسبوع الماضي واستمر أكثر من 12 ساعة وأسفر عن مقتل عشرة أشخاص، وأكد بعض المسئولين أن الجماعة طورت مهاراتها التكتيكية بشكل سريع ومتطور للغاية، إذ بدأ الهجوم في منتصف النهار ودخل المهاجم الأول إلى مقر الاستخبارات وفجروا سيارة، فيما أطلق المهاجم الثاني النار باستخدام رشاش آلي، وحمل حزام ناسف تم تفجيره.

كما أطلق قناصة من أعلى سطح مركز للتسوق في مكان قريب النار، مما مكن 6 من المهاجمين لاختراق الطوق الأمني ودخول المقر، وفشلت الشرطة المحلية في السيطرة على الوضع لعدة ساعات وبث التليفزيون لقطات لإطلاق الضباط النار على القناصة دون أن تصيب أحدا.

وأوضحت الصحيفة أن التنظيم يهدف إلى ترهيب قوات الأمن والمسئولين الحكوميين وعائلاتهم في العراق لاختيارهم أهدافا صعبة مثل مبنى الاستخبارات العراقية.

وعلي سبيل المثال فقد نفذ متشددون هجمات ضد الجيش العراقي والشرطة في منازلهم حول كركوك، في أواخر أكتوبر ونوفمبر، ونسفوا منازلهم وحذروهم بترك العمل في قوات الأمن.

ونتيجة لذلك، لم يبق الكثير من أفراد الأمن أو الجنود في وظائفهم وبقي عدد قليل من رجال الحراسة في نقاط التفتيش والدوريات في المحافظات، ما أثبت قدرة التنظيم على زيادة هجماتهم وإحداث توترات في المنطقة.

و أطلق التنظيم على محافظة الأنبار "صحراء العراق الغربية" لأن لها حدودا طويلة مع سوريا ويسهل اختراقها، كما نفذ متشددون موجة من الهجمات على مدينة الفلوجة على مدى الشهرين الماضيين بما في ذلك اغتيال رئيس بلديتها عدنان حسين الذي قتل في 12 نوفمبر برصاص قناصة.

واختتمت الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى تعقيد الاستجابة الأمنية في كركوك بسبب الخلاف طويل الأمد بين الجماعات العراقية بما في ذلك العرب والأكراد والتركمان، الذين تكمن مطالبهم في المنافسة والسيطرة على الأرض ونشر قوات الأمن ليس فقط لضرورات السلامة وإنما أيضا للتطلعات السياسية الإقليمية لقادة هذه الجماعات.
الجريدة الرسمية