رئيس التحرير
عصام كامل

الاتحاد الوطني: عضوية مجلس الأمن فوز للدبلوماسية الأردنية المتوازنة

اجتماع مجلس الأمن
اجتماع مجلس الأمن الدولى - ارشيفية

أجمعت أوساط أردنية اليوم الأحد على أن فوز الأردن بعضوية مجلس الأمن الدولي يعد فوزا لدبلوماسيته المتوازنة، وإيمانه بالحوار ودفاعه عن الثوابت الإنسانية ودليل واضح على مكانته الدولية، بما يمتاز به من سياسة خارجية ناجحة يقودها العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني.


فمن جانبه..أكد حزب (الاتحاد الوطني) الأردني وكتلته النيابية في مجلس النواب - في بيان مشترك - على أن عضوية الأردن بمجلس الأمن تشكل إضافة نوعية للتأثير في الموقف الدولي إزاء القضية الفلسطينية والقضايا العربية، وتعد اعترافا دوليا بقدرته بقيادة الملك عبدالله الثاني على تعزيز السلام لشعوب العالم أجمع.

وأشار البيان إلى أن حصول الأردن على أصوات 178 دولة من أصل 183 دولة يعد نتيجة مشرفة وتكريم لكل أردني، قائلا "إن العالم ينظر لنا اليوم ويقدر دورنا وحياديتنا وموضوعيتنا في قراءة الأحداث لإيمانه المطلق باعتماد الطرق السلمية في البحث عن حلول لأزمات المنطقة".

وقال إن وجود الأردن في هذا المحفل المهم وفي هذه المرحلة الحساسة سيضع أعباء كبيرة على السياسة الأردنية للقيام بمسئوليات جمة ودور مهم في صياغة وتكريس موقف عربي فعال لصالح القضايا العربية.

ومن جهتهم..أكد سياسيون أردنيون قدرة الأردن على تحمل مسئولية هذا المقعد وبامتياز لأنه دوما صاحب المبادرة في طرح الحلول والمعالجات في الكثير من القضايا ويعد الدولة المحور والنموذج في إقليم تسوده أحداث وقضايا كثيرة شائكة..معتبرين أن الأردن يستطيع أن يضفي الحكمة والواقعية والاعتدال على قرارات المجلس بخصوص قضايا عالمية عدة خاصة القضايا العربية.

وبدوره..قال وزير الإعلام الأسبق الدكتور سمير مطاوع إن انتخاب الأردن كعضو غير دائم في مجلس الأمن وسط الأحداث الكثيرة التي تحيط بمنطقة الشرق الأوسط يؤكد أن الأردن لديه القدرات الدبلوماسية التي يمكن أن تسهم في إيجاد حلول أو مشروعات حلول للقضايا الكبرى في المنطقة إضافة إلى الثقة الكبيرة التي ينظر بها المجتمع الدولي له.

وأضاف مطاوع – في تصريح لوكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا) اليوم - إن الملك عبدالله الثاني لديه قدرة فائقة على التكلم بلغة يفهمها الغرب ويستوعبها دون البحث عن خلفيات تفسرها.. منوها بأن النجاح الذي حققه الأردن يعود بالدرجة الأولى إلى نجاح العاهل الأردني في مخاطبة المجتمع الدولي.

ورأى أن انتخاب الأردن لعضوية مجلس الأمن يعد انتصارا للدبلوماسية الأردنية أولا وسند للعرب والمسلمين ثانيا..مؤكدا على أهمية الدور العربي والإسلامي في دعم انضمام الأردن لمجلس الأمن.

ومن جانبه.. قال وزير العدل الأردني الأسبق سليم الزعبي إن عضوية الأردن في مجلس الأمن تشكل منبرا له لطرح القضايا العربية ودعم قضايا الأمة خاصة قضية فلسطين إضافة إلى الاتصال بكل الأطراف المؤثرة من خلال هذه العضوية ورئاسته للدورة المقبلة.

وأكد على أهمية أن يكون موقف الأردن هو مقاومة أية محاولة لتفتيت أية دولة عربية..مشيرا إلى أنه بالرغم من أن الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن هم من بيدهم الحل والربط إلا أن الدبلوماسية الأردنية قادرة على إجراء تغيير في القرارات التي تمس الأمة العربية بشكل عام.

أما وزير الخارجية الأردني الأسبق الدبلوماسي فاروق القصراوي يؤكد على أن أهمية الموقع الجديد تكمن في أن الأردن يستطيع أن يأخذ زمام المبادرة في المجلس سواء علنية أو من خلال المشاورات الداخلية له، لكن دائما يجري التنسيق بين المملكة ومجموعة الدول الصديقة ودول عدم الانحياز.

وأشار القصراوي إلى أن مجلس الأمن شبه مقسوم بين الدول دائمة العضوية التي تمتلك حق الفيتو والدول التي تنتخب لفترة سنتين، ويكمن دور الأردن في هذا المركز من خلال المشاورات التي تتم عادة قبل الجلسات العلنية.

وقال إن عمل مجلس الأمن الأكبر يكون عادة في المشاورات غير الرسمية التي تجري بين الدول..ومن هنا يستطيع الأردن أن يقوم بدور فاعل في المشاورات الداخلية وقبل الجلسات العلنية وقضايا التصويت وغيرها.

ومن ناحيته.. يرى وزير الشئون البرلمانية الأردني الأسبق شراري الشخانبة أن هذا المقعد سيحقق للأردن ميزة في حضوره الدولي والاتصالات الكثيفة التي سيقوم بها بما يؤدي إلى تمتين علاقاته مع دول العالم وبهذا سيكون دولة نموذج في تعزيز الأمن والسلم العالمي خاصة ضمن المنطقة العربية.

وشدد على أن المسئولية التي تقع على عاتق الأردن الآن كبيرة وتحتاج إلى دعم ومساندة عربية كبيرة لتعزيز دوره ووجوده في أعلى منبر دولي، ولا سيما ترؤسه مجلس الأمن بداية العام المقبل.
الجريدة الرسمية