رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. «الإهمال يحول المتحف الجيولوجي لمقبرة».. ثروة تعود لملايين السنوات ملقاة بجراج النقل النهري.. التأمين وكاميرات المراقبة غائبة عنه.. يعد الرابع عالميًا في تخصص الحفريات.. يضم قطعة من

فيتو

حفريات وأحجار كريمة وشبه كريمة وصخور تحكي تاريخ مصر الجيولوجي على مدى التاريخ، كنوز لا تقدر بثمن تعكس غنى أرض الفراعنة، لكن مستوى الاهتمام والحفاظ على كنوز الأجداد لم تعد محل اهتمام المسئولين.


«المتحف الجيولوجي المصري» بات أبرز ضحايا الإهمال، وبدون لافتة خشبية كبيرة فوق بوابة حديدية بمنطقة أثر النبي بمصر القديمة لا يمكنك التعرف عليه، وتحديدًا بعد هدم المبنى القديم الكائن بفناء حديقة الإشغال بالمقر المؤقت لهيئة النقل النهري بشارع الشيخ ريحان أمام الجامعة الأمريكية، بسبب أعمال مترو الأنفاق.

33 عاما منذ نقل المتحف من المبنى القديم إلى الجديد، مرت هذه الأعوام على المتحف وهو غارق في الإهمال من قبل وزارة البترول والثروة المعدنية، رغم قيمته التاريخية الكبيرة، فلا أمن أو كاميرات مراقبة أو أجهزة إنذار، ما يجعله عرضة للسرقة بشكل مستمر، وهو ما أكده حجاج محمد أحمد باحث بالمتحف، مشيرًا إلى أن المتحف تمت سرقته مرتين وسرق منه بعض مقتنيات الأسرة المالكة والأحجار والذهب، رغم هذا لم تهتم الوزارة بتأمينه.

وترجع قيمة المتحف التاريخية كونه الرابع على مستوى العالم والأول بالشرق الأوسط، حيث يحتوي على آلاف القطع من الحفريات والصخور والمعادن والأحجار الكريمة وشبه الكريمة، والتي ترجع تاريخها لملايين السنين.

بوابة كبيرة تقودك لممرات صالة عرض المتحف، وبجوانبه فترينات زجاجية تتراص داخلها الحفريات والأحجار الكريمة والمعادن، ذات القيمة التاريخية التي لا يعلم قيمتها سوى الباحثين الأجانب والدارسين لأنواع الصخور والحيوانات المنقرضة التي تملأ صورها وهياكلها المتحف.

"حجاج" قال: "المتحف يعد من المتاحف الثقافية العلمية ومن أول المتاحف الموجودة في الشرق الأوسط، وأنشئ عام 1902، وافتتح للجمهور عام 1904، وتم هدمه بسبب أعمال مترو الأنفاق عام 1980، مما يضع تاريخ مصر الجيولوجي في خطر، فالمكان لا يليق وغير مناسب، مما دفعنا لوضع عدد من الحفريات بالأدراج، بسبب ضيق المكان، كما أنه غير آمن، وطالبنا مرارًا بتوفير مكان مناسب، لكن مر أكثر من 30 عامًا ولم يتوفر".

وأشار إلى أن "المتحف يهتم بالعلوم الأرضية والحياة الحيوانية والنباتية التي نشأت على الأرض منذ بدء الخليقة"، مضيفا أن صالة المتحف مقسمة إلى 3 أجزاء أولها صالة الحيوانات اللا فقارية ومقسمة طبقا للتقسيم الجيولوجي العالمي، بمعنى أن كل عصر جيولوجي يبرز الحيوانات اللا فقارية التي ظهرت في ذلك الوقت، ثم الجزء الأوسط من صالة العرض يحتوي على الحيوانات الفقارية، التي لها عمود فقاري وأشهرها حيوان الاسيتوتيريوم ويصل عمره لـ35 مليون سنة ومكتشف بالفيوم.

وذكر: "يضم المتحف أيضًا أنواع الديناصورات المكتشفة بمصر بمنطقة الواحات البحرية، وبالمتحف ثاني أكبر ديناصور في العالم آكل للعشب، وزنه يصل إلى 80 طنًا وطوله 34 مترًا، إلى جانب أنواع مختلفة من التماسيح الموجودة في مصر بمنطقة الفيوم بوادي الحيتان".

وذكر أن "أقصى يمين الصالة توجد المعادن والصخور، ويحتوي على أشهر الصخور والمعادن الموجودة على أرض مصر، وبعض النيازك الموجودة في العالم.. وفي مصر 3 نيازك شهيرة وهي نيزك أثنا يفيا من منطقة أبو حمص بالبحيرة، كما يوجد بعض الأحجار الكريمة مثل الفيروس والزمرد".

وأشار إلى أن "بعض الفترينات تعرض الحياة فيما قبل التاريخ، في العصر الحجري، وأهم ما كان يستخدم في العصور القديمة، فضلا عن جزء من صخر القمر منحها الرئيس الأمريكي نيكسون هدية لمصر، كما يوجد بالمتحف مكتبة عالمية أشهرها كتاب وصف مصر أيام الحملة الفرنسية". 

موضحًا أن المتحف في حاجة ماسة لعملية ترميم عاجلة، وخصوصًا أن المتحف يضم المكتبة الوحيدة المتخصصة في مجال الحفريات على مستوى الشرق الأوسط.
الجريدة الرسمية