"هايد بارك" القاهرة يفجر غضب المثقفين.. و"الوئائق القومية" في مرمى النيران.. "حجازي": يجب الابتعاد عن الأماكن الحيوية والثقافية.. و"عبد الرحمن": غير مناسب.. "عيسى": يجب تغيير المكان
أثار قرار محافظ القاهرة بتخصيص 20 فدانا جنوب حديقة الفسطاط والمجاور لدار الكتب والوثائق ضجة كبيرة داخل الأوساط الثقافية التي أبدت اعتراضها على تخصيص هذا المكان دون غيره للمظاهرات بدون إخطار، وذلك تخوفا من حدوث أي شغب أو اشتباكات قد تطول دار الكتب والوثائق القومية، والتي تحتوى على ثروات قومية من الكتب والمخطوطات التراثية والتاريخية، وقد أبدت إدارة دار الكتب والوثائق استياءها من القرار وطالبت محافظ القاهرة بتخصيص مكان آخر للتظاهر بعيدا عن الدار.
فمن جانبه شدد الشاعر أحمد عبد المعطى حجازى على ضرورة المحافظة على دار الكتب وما يحتويه من وثائق والتي وصفها بـ"ذاكرة الأمة"، مطالبا بضرورة تغيير مكان التظاهر لأن كافة التظاهرات الآن تتحول إلى عنف واشتباكات وليس مضمونا الآن وجود مظاهرات سلمية، لذا يجب الابتعاد عن دار الوثائق من أجل الحفاظ على تراثنا.
وأضاف حجازى في تصريح لـ"فيتو" أن مبدأ قانون التظاهر في حده هو الحل الأمثل للمرحلة الحالية، وأننا في حاجة شديدة إليه، وخاصة البند الذي يقر بتخصيص مكان للتظاهر السلمى، مشيرا إلى أنه التظاهر حق مكفول، ولا يمكن لأحد أن يجادل في ذلك، ولكن تخصيص مكان محدد للتظاهر دون إخطار يضمن عدم إساءة استخدام هذا الحق.
وأكد أنه على جميع المصريين أن يدركوا أن التظاهر حق لهم ما دام سلميا، ولا يعطل العمل، ولا يتسبب في إحداث الشغب والاشتباكات مع الأمن.
ومن جانبه أيد الكاتب الصحفى صلاح عيسى موقف إدارة دار الكتب والوثائق ومطالبتها بتغيير مكان التظاهر السلمى دون إخطار، موضحا أنه من حق الدار أن تخاف على ما بها من وثائق بالغة الخطورة والأهمية.
وأضاف في تصريحات لـ"فيتو" أنه من الطبيعى أن تحدد الدولة أي مكان للتظاهر السلمى، ولكن مصر تمر بظروف استثنائية، لذا يجب الابتعاد عن الأماكن الحيوية والثقافية والتي سبق أن استهدفت في المظاهرات، مشيرا إلى حريق المجمع العلمى ونهب المتاحف كالمتحف المصرى.
وأكد عيسى أن تحديد أماكن محددة للتظاهر السلمى من أفضل البنود التي نص عليها قانون التظاهر، موضحا أنها تعطى الجميع الحق في التظاهر السلمى وتجذب وسائل الإعلام جميعا للتجمع في مكان واحد، وبذلك يضمن كل مطالب بحق أن يصل صوته إلى مدى أبعد من المواطنين والمسئولين، مضيفا أن القانون مساحة للتواصل ومكسب للديموقراطية وحرية التعبير.
وأما الشاعر سعد عبد الرحمن، فأكد أن تخصيص مكان للتظاهر السلمى والمطل على دار الوثائق والكتب غير مناسب بالمرة، ويعرض الدار التي تحتوى على ثروة قومية للخطر، مضيفا أنه يجب اتخاذ الإجراءات الأمنية المناسبة لحماية الدار بدلا من تعريضها للعنف والاشتباكات الوارد حدوثها في المظاهرات.
وأضاف عبد الرحمن أنه ضد الموضوع ككل، موضحا أن قانون التظاهر لا يعنى تحديد مكان ثابت للتظاهر، وأن يصرخ هناك من يصرخ ولا يسمعه أحد، بل أن يتظاهر المواطنون وفق القانون ودون إحداث شغب في أي مكان يحددونه كما يحدث في كل دول العالم المتقدم.
وأكد أنه لن يلتزم أحد بهذه القرارات، وبدلا من أن تنشغل الدولة بهذا عليها تفعيل إجراءات الحفاظ على المنشآت، وطالب الثوار بالتظاهر السلمى والبعد عن العنف والسب وغيره مما تشهده المظاهرات.