عنف بنات الإخوان!
أثار مشهد بنات الإخوان وهن داخل القفص في محكمة سيدى جابر بالإسكندرية، موجة من التعاطف معهن سواء في الداخل أو الخارج، وقبل أن تصدر المحكمة الأسباب التي أدت إلى صدور الحكم، وأنها جاءت تطبيقًا لنصوص القانون الواضحة، أقامت الجماعة الدنيا ولم تقعدها، ولم تقصر قناة الجزيرة في استغلال الحكم لإشعال الفتن ومطالبة الجماهير بالتظاهر دفاعًا عن البنات الصغيرات، وقد لقيت تلك الرسائل تجاوبًا من قطاع واسع، خاصة أن المصريين لم يعتادوا على صدور أحكام رادعة ضد المرأة حتى لو كانت تتناسب مع الجرائم التي ترتكبها مثل قطع الطرق والانضمام إلى جماعة إرهابية.
بالرغم من الأحكام الصادرة عن محكمة أول درجة يمكن تخفيفها في الاستئناف، وأن رئيس الجمهورية وعد بمراجعة الحكم بعد انتهاء المراحل القضائية، لأنه لا يحق له التدخل إلا بعد صدور حكم نهائي، إلا أن الجماعة لم تتوقف عن التظاهر وإثارة الشغب في الميادين والجامعات اعتراضًا على الحكم الذي صدر عن محكمة أول درجة.
بعيدًا عن مناقشة أحكام القضاء.. أرى أن الاتهام يجب أن يشمل قيادات الجماعة التي تستخدم البنات الصغيرات في إثارة الشغب واستفزاز قوات الشرطة ودفعهم إلى التعامل الخشن معهن وتصدير الموقف للإعلام المعادى لتشويه السلطة في مصر.
ما حدث من بنات الإسكندرية حلقة من حلقات تلك السياسة التي تتبعها الجماعة في استخدام النساء في أحداث العنف، وقد تكررت تلك الممارسات في معظم المحافظات، وبدأنا نشاهد المنقبات وهن يتصدرن المسيرة في مظاهرات الشغب، ويتم استخدامهن كدروع بشرية للمتظاهرين، كما تم استخدام بنات الإخوان في توجيه الشتائم إلى رجال الشرطة الذين يحمون المظاهرات، بل والسعى لإهانة رجال الدولة لإسقاط هيبتهم وسط الجماهير، وقد شاهدت عددا من الفتيات يعترضن أحد محافظى محافظات شمال الصعيد أثناء جولة تفقدية، ويوجهن إليه شتائم لا يمكن أن تصدر عن فتيات فاضلات، وقد منع الرجل الشرطة من التعرض لهن.
دور آخر لنساء الإخوان رصدته أجهزة الأمن كما سجلته كاميرات التليفزيون، هو كتابة العبارات المسيئة للجيش والشرطة على الحوائط في معظم المحافظات، واستخدام ألفاظ بذيئة يصعب أن تصدر عن نساء محترمات.
قد امتدت جرائم بنات الإخوان إلى الجامعات، ولم يتوقفن عن المشاركة في المظاهرات ولا ترديد الشعارات المعادية للحكم والجيش والشرطة، إنما امتد إلى الاعتداء على الأساتذة والعمداء، وما جرى مع الدكتورة مهجة غالب عميدة كلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر ينذر بالخطر، ويهدد سمعة الجامعات المصرية ويقدم أبلغ إساءة للأساتذة، بل يؤثر على مسيرة التعليم في مصر.
استخدمت الجماعة البنات اللاتى ينتمين إليها في محاولة وقف الدراسة بالكلية ضمن سياسة تعطيل الدراسة في مختلف الجامعات للإيحاء بأن الدولة عاجزة عن ممارسة مسئولياتها.
فوجئت العميدة بعدد من الطالبات يقتحمن مكتبها حاملات عصي غليظة في محاولة للاعتداء عليها وإجبارها على إصدار قرار بوقف الدراسة، وعندما رفضت قمن بتكسير الأبواب الزجاجية، وحاصروها داخل المكتب لمدة ثلاث ساعات حتى نجح الأمن في إنقاذها.
السؤال.. هل يمكن التغاضي عن تلك الجرائم التي يرتكبها بنات الإخوان؟!