رئيس التحرير
عصام كامل

كل سنة و"الجمهورية" بخير!


ماذا يعني أن يقرر جمال عبد الناصر بعد الثورة بعام أن يصدر جريدة الجمهورية؟ ويذهب هو بنفسه ليحصل علي ترخيصها باسمه ؟ ويعين أنور السادات أول رئيسا لتحريرها ؟ تعني أولا إيمان الثورة وقائدها بأن لها منهجا ورؤية عليها تبنيها والدفاع عنها وطرحها علي الناس.. وهو ما يعني أن أي تحرك جماهيري بلا رؤية فمصيره إلي الفشل..


ويعني أيضا أن القرار السليم يحتاج جرأة وشجاعة .. لا يعرف التردد ولا يعرف إهدار الوقت فالوقت غال وثمين.. ولذا ذهب عبد الناصر واستخرج الرخصة والتصريح.. كما يعني أيضا عدم رغبة الثورة - في تلك اللحظة - في مصادرة الآراء ولا منع المخالفين من التعبير عن آرائهم .. وإلا ما اختار رجال الثورة التعبير عن أنفسهم بوسيلة إعلامية وأداة من بين أدوات يستخدمها غيرهم .. وبما يؤكد لجوئهم أولا إلي مبدأ طرح الأفكار والحوار بشأنها.. كما يعني أيضا أن ناصر اختار الضابط الوحيد الذي مارس الصحافة من قبل رئيسا لتحرير الجريدة .. كما أنه الضابط الوحيد أيضا تقريبا الذي مارس السياسة علنا وله بين القوي السياسية صلات وعلاقات.. وهو ما يعني سعي الثوره وقائدها إلي الحوار مع الكل .. ومد جسور التعاون مع الجميع!

ولأن شيئا من ذلك لا ولم يتم اليوم .. فدعونا من كل ذلك ونكتفي بالاستهلال السابق .. وعلينا أن نهنئ زملاءنا بجريدة الجمهورية الغراء بعيد ميلادها الستين.. ستة عقود كاملة والجمهورية لسان حال البسطاء من شعب مصر..لا نخبة ولا استنخاب .. ولا إثارة بغيضة ولا تكلف لا لزوم له .. فكانت مجلة حائط الشعب المصري كله.. تهتم بما ينام المواطن المصري مشغولا مهموما به .. أخبار الدولة .. أخبار الحكومة .. الترقيات والعلاوات وقوانين السلم الوظيفي والدرجات الوظيفية وقوانين العمل وأسعار السلع والخدمات وأخيرا التعليم والتنسيق وغيرها وغيرها.. وتتباسط الجمهورية مع قرائها فتشتبك معهم بعدد كبير من الأبواب والصفحات لا تبدأ بالكلمات المتقاطعة ولا تنتهي بالرياضة مرورا بأبواب الشعر والفكاهة وبريد القراء..

للجمهورية الجريدة طعمها وتذوقها .. وفي عيد ميلادها اليوم نهنئ أبناءها ورجالها وكل من ساهم في علوها درجة بعد درجة .. ونتذكر سيرة "السابقون السابقون" وكذلك اللاحقون اللاحقون .. وبينهم جميعا بحكم الزمالة والعمر أصدقاء وأصدقاء .. كل عام وهم جميعا بكل خير.. من رئيس التحرير الأستاذ جمال عبد الرحيم إلي عمال الأمن والمطابع والتوزيع .. وكل عام وجمهوريتنا بكل خير.

الجريدة الرسمية