رئيس التحرير
عصام كامل

وكأنهم يرفعون الأحذية فى وجه الله!


«ولنا في المساجد مآرب أخرى».. هكذا يبدو لسان تنظيم الإخوان والموالين لهم من المتطرفين الإرهابيين.. هؤلاء الذين يأخذون أميرهم ومرشدهم إلهًا من دون الله.. ولا يعترفون بـ«عصمة» ملك مقرب ولا نبي مرسل، بل العصمة لقادة تنظيمهم الإرهابي.. ولا يعترفون بشىء اسمه «الحرمة» إلا حرمة الاعتداء على مقارهم «النجسة» ودماء جماعتهم «الزفرة».. وإلا بم نفسر رفع بعض «معاتيههم» الأحذية في وجه خطيب مسجد العزيز بالله في الزيتون الجمعة الماضية؟!


بأي عقل نفسر هذا التصرف الأهوج من جانب متطرفين إرهابيين يتمسحون بالدين، ويتخذون المساجد لأغراض أخرى غير الدعوة إلى الله؟!.. أنفسره بأنه غيرة على دين الله؟!.. الله برىء من صنيعهم هذا، فهو لم يأمر ولم يسمح بانتهاك بيوت في الأرض أذن لها أن تُرفع ويُذكر فيها اسمه.. ومَنْ يرفع حذاءه في وجه إمام مسجد كأنما يرفعه في وجه الله..!

أنفسر هذا الصنيع الأخرق بأنه غيرة من بعض «المخابيل» على خطيبهم «الملاكي» الذين تعودا عليه؟!.. جائز.. أم نفسره بأنه انتقام من «الأزهر الشريف» وشيخه وعلمائه الذين تصدوا لمخططاتهم المشبوهة ودينهم الجديد؟!.. بالتأكيد هم ينتقمون من الأزهر وإمامه الأكبر ودار الإفتاء ومن كل عالم قال كلمة حق على غير هوى قيادات التنظيم السري ومعاتيههم..!

المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها لم يغفروا- إلى الآن- للإمبراطور الفرنسي نابليون بونابرت عندما سمح لجنوده بدخول الأزهر الشريف بخيولهم.. رغم أنه وجيوشه يتبعون دين آخر غير الإسلام.. بينما المحسوبون على الدين الإسلامي ويحفظون القرآن والأحاديث الشريفة حرصوا على أن يتفوقوا على بونابرت وجيوشه، وأن يكونوا أكثر «حسة ودناءة منهم»..!

هؤلاء السفهاء عمدوا إلى إهانة خطيب «العزيز بالله» أثناء خطبة الجمعة، ولما فشلوا في «جرجرته» إلى ما يخططون له أهانوه فور انتهاء الصلاة.. شتموه بأقذع الألفاظ.. ورأينا بعض سفهائهم على شاشات الفضائيات يقولون: «لم نجد أقل من الحذاء لنرفعه في وجه خطيب الأزهر العميل الخائن».. اتهموه بما فيهم هم، بالعمالة والخيانة.. «رمتني بدائها وانسلت».. أطاحوا بعمامته الأزهرية، ثم حملوها منتشين فرحين وكأنهم فرحوا بإسقاط الأزهر..!

لم نسمع من أمرائهم وقاداتهم وزعمائهم كلمة استهجان أو إدانة لهذا «الخبل».. بينما يقيمون الدنيا ولم يقعدوها حينما يتعلق الأمر بأنصاف رجالهم الذين يتسترون خلف لحية طويلة وجيوب ثقيلة وجلباب قصير.. لم نسمع إدانة من محمد حسان.. لم نسمع استنكارًا من محمد حسين يعقوب.. محمد عبد المقصود أصابه الخرس.. أما القرضاوي فالرجل «عامل نفسه من بنها» لأن الخطيب المعتدى عليه «مش إخواني»..!

«الأسوياء» فقط هم الذين يغرسون في نفوس أطفالهم أن بيوت الله- كل البيوت، المساجد، الكنائس، المعابد- لها «حرمة».. وإذا ضاقت عليك الدنيا أو كنت مكتئبًا أو مكروبًا أو خائفًا فتوضأ واذهب إلى المسجد للصلاة.. أو اذهب إلى الكنيسة للصلاة.. فأنت حينئذ في «معية الله».. وهل هناك شىء في الدنيا يساوي أن تكون في «معية الله»؟!.. أما «المشوهون نفسيًا»، «المتطرفون فكريًا»، «المختطفون ذهنيًا» فلا تنتظر منهم ذلك.. وحسبي الله ونعم الوكيل.
الجريدة الرسمية