رئيس التحرير
عصام كامل

«المفاتيح» كلمة السر في الإطاحة برجل الكنيسة القوي.. البابا يعلن الحرب على «أرميا».. والأنبا يرد «كسرتوا ضهرنا.. وارتحتوا».. الشراكة مع رجال الأعمال مخطط «الأنبا

البابا تواضروس الثاني
البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية

منذ اليوم الأول لاعتلائه كرسي بطريرك الكرازة المرقسية في مصر بدأ البابا تواضروس بابا الأقباط الأرثوذكس خطة إصلاحية لإعادة هيكلة الكنيسة والقضاء على مراكز القوى التي نشأت في السنوات الأخيرة للبابا شنودة مستغلة تراجع حالته الصحية وسفره المتكرر لتلقي العلاج في الولايات المتحدة الأمريكية.


دخل البابا الجديد عش الدبابير وهو يعلم أن المعركة مع كبار القساوسة لن تكون سهلة، وكان يعلم أن طريق الإصلاح لن يكون مفروشا بالورود لكنه اختار المواجهة مهما كانت النتائج.

شجاعة تواضروس في المواجهة دفعت عددا من رموز الحرس القديم إلى دخول الجحور وعدم الوقوف في وجه العاصفة والانتظار لحين معرفة نوايا البطريرك الجديد إلا أن البابا كان جريئا أكثر مما تخيلوا، وبدأ الرجل إعادة إعمار الكنيسة من الداخل وتنظيمها في خارطة إدارية يقودها من أجل تطوير الكنيسة ومواكبة العصر أو ما يسمى بالإحلال والتجديد.

وكشف مصدر مطلع بالكاتدرائية المرقسية في العباسية لـ" فيتو" أن البابا تواضروس الثاني عقد اجتماعا سريا بالأنبا أرميا - الأسقف العام ورئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي - بالمقر البابوي خلال الأيام القليلة الماضية وطالبه بتسليم مفاتيح أبواب الكاتدرائية التي كان يتولى مهامها هو والأمن الخاص بالمركز الثقافي منذ عهد البابا الراحل شنودة الثالث، ليصبح اللواء نبيل رياض - مدير أمن الكاتدرائية - هو المسئول عنها.

وقال المصدر: إن الاجتماع لم يتجاوز 20 دقيقة خرج بعدها الأنبا أرميا وهو يتمتم بكلمات إلى أفراد الأمن التابعين للواء نبيل رياض، قائلا: "كسرتوا ضهرنا وارتحتوا"، بينما كان "رياض" متواجدًا في الحديقة التابعة للمقر البابوي في ذلك التوقيت على غير عادته، حسب المصدر.

وأردف: "إن أرميا شعر بتهميش دوره داخل أروقة الكنيسة، وبات جلوسه في الصفوف الثانوية أثناء عظات البابا تواضروس بعد أن كان متصدرًا للصفوف الأمامية، فضلا عن الأصوات التي تعالت خلال الفترة الماضية عن طريق الشباب القبطي مطالبين بعودته للدير".

وأوضح أن رئيس المركز الثقافي يسعى الآن إلى شراكة مع عدد من رجال الأعمال الأقباط في تأسيس جامعة خاصة، وأرجع المصدر أن يكون الأسقف العام يريد تحصين نفسه بمصدر للرزق؛ خشية الإطاحة به، حسب وصفه.

وأضاف: إن رجال الأعمال المزمع مشاركتهم لأرميا تجمعه بهم علاقة حميمية وصداقة وثيقة؛ حيث إنهم دائمو التوافد إلى المركز الثقافي، الذي يتولى أرميا رئاسته ويدخلون دون تفتيش، ومن بينهم أيضا اثنان من مسئولي لجنة إدارة الأزمات بالكاتدرائية.

وتابع: "إنه من بين رجال الأعمال الأقباط صاحب إحدى الشركات الكبرى للسيارات، وكذلك صاحب مجموعة من المدارس الخاصة المنتشرة في الأماكن الراقية ومنها ميدان الحجاز ومدينة نصر ومصر الجديدة".

وأشار المصدر إلى أن مشاركة أرميا لرجال الأعمال ستكون من خلال أحد رجاله وليس باسمه أو صفته مباشرة، موضحًا أن البابا تواضروس ينوي تجليس أرميا رئيسًا لدير الأنبا موسى بمنطقة العلمين، والذي كان يشرف أرميا على بنائه، وإعفاءه من تولي رئاسة المركز الثقافي.

" نقلا عن العدد الورقي"
الجريدة الرسمية