رئيس التحرير
عصام كامل

المفتي لـ«رويترز»: مصر في طريقها للديمقراطية.. و«الدستور» يمثل موقف الشعب تجاه الدين.. «الطائفية» لن يكون لها وجود في مصر.. الأزهر سيظل حصنًا للإسلام الوسطي.. وفتاوى المت

الدكتور شوقى علام
الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية

أكد فضيلة مفتي الجمهورية أن مصر في طريقها للديمقراطية، وأن «الدستور» الجديد الذي أقرته لجنة الخمسين يمثل موقف الشعب تجاه الدين، مشددا على أن «الطائفية» لن يكون لها وجود في مستقبل مصر، وأن الأزهر سيظل حصنًا للإسلام الوسطي، مشيرا إلى أن فتاوى المتطرفين الإرهابيين تتسبب في عواقب خطيرة.


وقال المفتي، خلال حواره مع وكالة رويترز الناطقة باللغة الإنجليزية، إن مصر تتحرك للأمام وفقا لخارطة الطريق، ومن المتوقع حدوث مزيد من التغيرات، مؤكدا أن مصر أمامها الكثير من التحديات وتسعى لتكون دولة ديمقراطية ضمن المجتمع الدولي الديمقراطي، وأن هناك الكثير من التفاؤل والأمل لتحقيق ذلك على الرغم من الصعوبات التي تواجه البلاد.

وحث علام على ضرورة مواجهة المشاكل، مشيرا إلى أن مكتبه في دار الإفتاء يعمل على ذلك، بتوضيح مكانة الدين لمواجهة التطورات الجديدة مثلما حدث في الشهور الماضية، وانفجرت مشاعر الطائفية والعنف وهذا يتعارض مع مفهوم الوحدة التي تعيشها مصر.

وانتقل علام في حديثه مع رويترز عن الدستور الذي تم صياغته مؤخرًا، الذي يمثل موقف الشعب المصري تجاه الدين، مؤكدا على مركزية الدين للأمة المصرية من خلال التماسك بدور الشريعة كمصدر رئيسي للتشريع الذي يضمن حق الطوائف الدينية بممارسة ديانتهم بدون أي تدخل، وكان هذا سياسة دار الإفتاء منذ فترة طويلة فهناك نهج محدد لدور السلام يقوم به الأزهر.

وأوضح المفتي أن بعض الأحزاب تسعى إلى استدعاء الدين للانخراط في السياسة الحزبية، ولكن الأزهر له وجهة نظر مختلفة جدا، معتدلة ومعقولة حول هذا الموضوع.

ولفت علام إلى تمتع المصريين بحس ديني عميق، ولكن يجب ألا يكون هذا من ضمن النطاق السياسي ومحاولة بعض الأحزاب السياسية إقحام الدين في المشهد السياسي، فلتحقيق المصلحة الوطنية لا يجب إقحام الدين في السياسة لأن مصالح أمتنا فوق أي مصالح شخصية أخرى.

وأضاف علام أن دور دار الإفتاء الرئيسي جزء لا يتجزأ من العالم الحديث ويتعامل بمرونه وفقا للتقاليد القانونية الإسلامية، ولكن هناك بعض الزعماء السياسيين الذين يصدرون فتاوى بعد تنصيب أنفسهم مصدرا للفتوى لتوجيه المسلمين على الرغم من أن دار الإفتاء المصدر الأساسي والرئيسي للإفتاء.

وأكد المفتي أنه ليس من حق كل شخص أن يصدر فتوى، فهي أداة حاسمة، ويجب كبح جماح التطرف والحفاظ على التفاهمات المتوازنة للإسلام، مشيرا إلى أن هناك فتاوى للمتطرفين الإرهابيين التي تتسبب في عواقب خطيرة كما حدث في الأونة الأخيرة من بعض الأشخاص غير مؤهلين لا يتمتعون بشرعية إصدار الفتاوى لأن هناك مكانة علمية لمن يصدر الفتاوى وهؤلاء فاقدون لها.

واستطرد علام أن دورهم كقيادة دينية تأكيد سلطتهم الشرعية وإيضاح الدين للناس فهما صحيحا وفقا للثقافة والحضارة التي نعيشها ووفقا لتسامح ديننا.
الجريدة الرسمية