محمود حميدة في حوار لـ"فيتو": "معرفتش أكون ديكتاتور فبقيت ديمقراطي"
- البعض يعتبر الثقة بالنفس "غرور"..
- لا علاقة لي بالسياسة وأعرف أخبار البلد بالصدفة..
- خسرت كثيرا في الإنتاج السينمائي لكنني لا أعرف الندم..
محمود حميدة نجم سينمائي من نوع خاص جدًا.. أرشيفه عامر بالعشرات من روائع الأفلام منها "المصير" و" بحب السيما" و"اغتيال " و"الآخر".. عشقه للشاشة الفضية دفعه لخوض تجربة الإنتاج من ماله الخاص بهدف تطويرها غير عابئ بما تكبده من خسائر مالية لأنه لا يعرف للندم طريقًا.. لا يخجل من الاعتراف بأنه في نظر البعض مغرور إلا أنه يعتبرها ثقة بالنفس.
في حواره مع "فيتــو" حرص على التأكيد على أن جمهوره هو "رأس ماله" في الحياة، وتحدث عن علاقاته بأبنائه وأحفاده وعن تفاصيل دقيقة في شخصيته، كما تحدث عن موقفه من السياسة بشكل عام وسر عشقه للشاعر فؤاد حداد.
> في البداية لماذا تمتنع دائمًا عن الحديث للصحف ووسائل الإعلام ؟
* أنا لا أحب أن أتحدث" على الفاضي والمليان"، ودائمًا أقول رأيي مرة واحدة، لذلك أطلب من كل من يريد أن يحاورني أن يقرأ كل ما قلته قبل ذلك حتى لا يكرر الموضوعات التي تحدثت فيها من قبل ليكون الحوار مليئًا بمعلومات جديدة.
> ولكن البعض ينتقد أسلوبك هذا ؟
كما قلت هذا هو مبدأي في الحياة، ومن يريد أن يتعامل معي لابد أن يحترم رغبتي ونظامي، ثم أن هذا دليل على حبي للتعامل مع المثقفين والمطلعين على الأخبار بشكل مستمر.
> وهل تفعل ذلك مع الجمهور العادي ؟
* إطلاقا.. فالجمهور له معاملة خاصة لأنني أعتبر نفسي ملكًا له، فهو رأس مالي الذي أمتلكه، لذلك يجب على أن ألبي كل مطالبه وأحترم رأيه مهما كان.
> لكن هناك نجومًا يرفضون الحديث مع الجمهور والتقاط الصور التذكارية معهم والبعض يعتبرك واحدًا منهم حتى أنهم وصفوك بالمتكبر ؟
* من وصفني بذلك لا يعرفني، فأنا أتذكر في إحدى المناسبات العامة وقفت مع الجمهور قرابة الساعتين من أجل التقاط بعض الصور معهم لدرجة أن أحد أصدقائي قال لي "انت دلوقتي بتقول هيخلصوا إمتي عشان إمشي " فكان ردي عليه "إذا فعلت ذلك لا أستحق أن أكون فنانًا".
> إذن لماذا تتهم دائمًا بالغرور ؟
* سؤال أريد أن أعرف إجابته، لأنني كنت أعتقد أنني لست مغرورا إلى أن وجدت رأي من حولي غير ذلك، ولكن أنا أعتبرها ثقة بالنفس.
>كيف استطعت أن تنأى بنفسك بعيدًا عن صخب السياسة وعدم متابعة وسائل الإعلام ؟
الأمر بالفعل صعب، ولكن الدافع الذي أبعدني كان أكبر، حيث إن القرار ليس وليد الأمس بل إنه منذ سنوات نظرًا لتعبي الشديد بسبب مشاهدة الأخبار المؤسفة في الوطن العربي أجمع.
> وكيف تتابع ما يحدث حولك على الصعيد السياسي ؟
* أتابعه بالصدفة، فعندما يحدث أمر كبير في الشارع المصري هناك من يبلغني من بناتي أو أصدقائي، ولكن أنا لا أسعى لمعرفة هذه الأخبار.
> على ذكر بناتك... لماذا ترفض أن يعملن بالفن ؟
* أنا لم أرفض، ولكن تركت لهن حرية الاختيار، وكان لابنتي "آية" تجارب فنية، حيث شاركت في فيلم "ولد وبنت" وغيرها من الأعمال ثم اختارت أن تعمل في مجال الحسابات دون أن أجبرها على شيء.
> هل تقصد أنك أب ديمقراطي مع أبنائك ؟
* بالفعل أنا كذلك، لأنني جربت أن أكون ديكتاتورا في بداية حياتي فوجدت نفسي متناقضًا في بعض الأشياء، فقد كنت أنهى أصدقائي عن فعل بعض الأشياء وأجد نفسي أفعلها فآمنت بالديمقراطية.
> نعلم أنك "جد" لاثنين من الأحفاد، كيف تتعامل معهما ؟
* بالطبع حبي لحفيديّ يفوق حبي لأشياء كثيرة كنت أحبها قبلهما، وأسعد عندما أكون معهما خاصة عندما أجدهما يتعلمان مني بعض الأشياء ويقلدانني في غيرها، فأحدهما ورث عني حب الشاعر الكبير فؤاد حداد ويحفظ بعض أشعاره ويلقيها بطريقة مشابهة لطريقتي لذلك كان عليّ أن أزرع فيه حب ما أحب.
> ما هو سر حبك للشاعر الراحل فؤاد حداد ؟
* فؤاد حداد هو الشاعر الوحيد الذي أثر في شخصيتي وحياتي بشكل كامل حتى أنه غيّر أسلوبي وطريقتي في التعامل ومنهجي في الحياة بعدما قرأت أشعاره، لأنني وجدت أنه يمس الواقع بشكل كبير وله منهج مختلف عن العديد من شعراء مختلف العصور قرأت لهم من قبل.
> وكيف بدأت علاقتك بالشاعر الكبير ؟
* بدأت علاقتي به عن طريق الكاتب الكبير خيري شلبي الذي كان يعلم اهتمامي بالشعر وأسمعني قصيدة "رقصة الفار" لـ "فؤاد حداد"، بعدها صرت أحب أشعاره جدًا، حتى أنني قرأت دواوينه مئات المرات.
> هناك انتقادات لك بأنك لا تعترف بخطئك وتؤكد للناس أنك على صواب دائمًا ؟
* على العكس تمامًا، فأنا من أكثر الأشخاص الذين يعترفون بأخطائهم إذا ثبت لى ذلك، وعلى سبيل المثال كنت أرفض بشدة دخول الممثل لمجال الإنتاج السينمائي خاصة أنها ليست مهنته، ورغم اعتقادي أننى كنت على صواب تراجعت عن رأيي وقمت بالإنتاج.
> وما هو السبب في إقدامك على خوض تجربة إنتاج أفلام سينمائية ؟
* لأنني فوجئت بقيام عدد كبير من نجوم السينما الأمريكية بخوض تجارب إنتاجية كثيرة، والذي لفت انتباهي أنهم لا يشاركون في بطولة هذه الأعمال فتأكدت أن دعم الفن بالإنتاج شيء مهم.
> وهل ندمت على خوضك تجربة الإنتاج ؟
* لم أعتد الندم على شيء فعلته بالرغم من خسارتي.