رئيس التحرير
عصام كامل

اغتيـــــــــــــــــــــــــــال وطن


تبادر إلى ذهنى سؤال.. لماذا تظلم بورسعيد مرارا وتكرارا؟!
لا أنفى ثمة وجود قهر وظلم وعنف وتواطؤ، وأتوجه بالشكر للسودان حكومة وشعبا وذلك لأنه برغم ما أذيع عن الانفلات الأمنى فى أثناء مباراة مصر والجزائر التى أقيمت عام 2010 بالسودان وتربص الجزائريون بالمصريين قبل وأثناء وبعد المباراة فلم يسقط قتيل، فهم يستحقون وسام الجدارة لأنهم أقدر على حماية المصريين من المصريين أنفسهم.

فأنا لا أدافع عن بورسعيد ولكن هذا لسان حال بورسعيد لماذا العدوان الثلاثى على بورسعيد؟!
لماذا اغتيل أبوالعربى فى التسعينيات وقيل إنه قام بمحاولة اغتيال الرئيس المخلوع؟!
وعوقبت بورسعيد بأشد العقاب وكما لو كانت بورسعيد عاهرة تجوب شوارع المحروسة حرم أبناؤها من دخول الكليات العسكرية وحرموا من دخول سلك النيابة وتم تخفيض قيمة البطاقات الاستيرادية وإلغاء المنطقة الحرة، أليس هناك ثمة تعنت فى العقاب؟! وتدور الدوائر.
نأتى لنجد ما نحن بصدده حتى اليوم، لا أستطيع أن أقول مباراة الأهلى ولكن أقول مذبحة بورسعيد التى دبرت إعلاميا لترتدى بورسعيد ثوب الإعدام.
وعوقبت بورسعيد للمرة الثانية بالتهديد والوعيد والتدمير والتخريب وتغيير أسماء الشوارع التى أطلق عليها اسم بورسعيد وكما لو كانت تل أبيب. وعلى العاقل أن يدرك لمصلحة من؟!
وتتوالى الأحداث لنجد ما نحن بصدده الآن.. منافذ جمركية تغلق، ميليشيات الإخوان والسلفيين، وتهريب ونعود لنسمع صراخ وعويل التجار، كساد يجوب أنحاء البلد، فقر وجوع وبطالة وبلطجة وعنف واقتحام للأقسام والمنشآت وترويع الآمنيين وقناصة ترصد المواطنين ومصابين وقتلى تكتظ بها الشوارع.
هل هذه بورسعيد؟ لا بكل تأكيد، فهى بور حزين نعم حزين كل من سكن شوارعها حزين، كل من تنفس رحيقها وأنا أشد هؤلاء حزنا على ما أراه وعلى بلدى تدور الدوائر، لمصلحة من ما يحدث؟ سؤال فى انتظار إجابة!
تعقلوا يا أهل مصر إنها مصرنا فهى لنا جميعا ولم ولن تكن يوما عزبة الإخوان ولا وسية لخريجى السجون والمعتقلات، هل هؤلاء هم مصر هل تجسدت مصر فى شخص هؤلاء؟
أريد أحدا يصدقنى القول هل كانت هناك ثورة؟ وإن كانت فهى ثورة على من ولمن؟
هل هى ثورة على الفساد أم للفساد؟ إن كان هناك فساد فبعد مرور عامين تيقنت أننا كلنا فاسدون نعم فاسدون.
ونجد أنه أولى خطوات تقسيم مصر عزل بورسعيد عن باقى محافظات وربوع مصر لتكون بلدا وشعبا منبوذا من أبناء الوطن ولكونها متعددة الموارد ( قناة السويس – الغاز الطبيعى – المنطقة الحرة – المنطقة الاستثمارية - البحيرة )، فنجد موارد لا حصر لها فى حيازة شعب منبوذ متآمر عليه وشباب بلا هوية لتكون دويلة داخل دولة دون جهة سيادية دون رقابة.
لا أنفى ثمة وجود ظلم وقهر وتواطؤ وعنف وأتوجه شكرا لدولة السودان حكومة وشعبا، الشكر كل الشكر وأطلب العفو من الجزائر الشقيقة لأننى طالبت بخلع ثوب العروبة عنها إثر ما حدث فى مباراة كأس العالم، ولكننى الآن أطالب بخلع ثوب المصرية الوطنية عن كل من دبر لهذه المؤامرة وارتكب هذه الأحداث وهذا الجرم الذى أحزن مصر كلها.
ونجد من دبر وقرر وذلك الذى يقدم لنا الغوث!
من هو الذى يحكم مصرنا؟
من الذى يقرر مصائرنا وأقدارنا؟
من أصدر حكمه بقتلنا؟
من عدونا الذى ثمة فجأة ودون أن ندرى جاء ليلعب دور مددنا وعوننا.
الجريدة الرسمية