رئيس التحرير
عصام كامل

دعاية مجانية للإخوان!


ماذا لو رفض الناخبون الدستور الجديد؟!
هكذا افتعل بعض الإعلاميين مشكلة افتراضية ثم انطلقوا للبحث عن حل أيضا افتراضى لها!.. فهناك من رأى ضرورة العودة إلى دستور ٢٠١٢ الذي تم تجميد العمل به، وهناك من رأى أن العودة إلى دستور الإخوان مستحيلة وأن الحل في تشكيل لجنة خمسين جديدة لتعديله مجددًا أو مرة أخرى.. وهناك أيضا من رأى الحل في العودة إلى دستور ١٩٧١!


ما هذا العبث الإعلامي والسياسي أيضا!.. من قال إن ثمة احتمال ولو ضعيف لرفض الدستور الجديد؟.. إن ذلك لا يستند فقط إلى أن نتائج الاستفتاءات في مصر دائمًا تنمو نحو الموافقة وإنما لأن الدستور الجديد يحظى بتوافق وتأييد واسع داخل البلاد.. الأزهر والكنائس الثلاث وقطاع واسع من السلفيين والحركة الصوفية والتنظيمات النقابية العمالية والفلاحية وكل الأحزاب المدنية والعديد من النقابات المهنية، ناهيك بالطبع عن أغلبية الجموع التي خرجت يوم ٣٠ يونيو.. لذلك كان الأحرى من أن نتحدث إعلاميا عن احتمال افتراضى ضعيف جدا وهو رفض الدستور أن يركز الإعلام في البحث عن توقعات النتائج الإيجابية للاستفتاء وهل يحوز الدستور الجديد على نسبة الثلثين أم تفوق ذلك لتصل إلى ثلاثة أرباع المشاركين في التصويت.

إننا إعلاميا نقدم دعاية وخدمة مجانية للإخوان من خلال ما نفعله خاصة التتبع لكل مسيرة ولو صغيرة ولكل همسة ولو ضعيفة للجماعة ونركز عليها ونضخمها رغم أن الحياة الطبيعية تمضى في معظم ربوع البلاد لا يعكر صفوها عنف الإخوان.. ولو قاطعنا مسيرات ومظاهرات وتصريحات الإخوان شهرًا واحدًا فإننا سنحمى أنفسنا من بعض شرور الإخوان.
الجريدة الرسمية