رئيس التحرير
عصام كامل

لا عودة للإخوان ولا للدولة الأمنية


الإخوان المسلمون يستغلون ما يحدث الآن لدعوة الثوار إلى الانضمام إليهم والتحالف معهم لإسقاط الدولة الأمنية، ورغم التقاء بعض التيارات الشبابية معهم في ذلك إلا أنه في المحصلة النهائية أغلب الشباب يرفضون هذه الدعوة، لن يتحالفوا مرة أخرى مع تيار خائن، ولا يصدقون الإخوان ولن يصدقوهم فهم لم ينسوا كيف خذلوهم في كل مناسبة بعد أن نزلوا ميدان التحرير ليكونوا في الصورة ثم انصرفوا لتحقيق أهدافهم ووجدوا في المجلس العسكري القديم فرصة، وفي علاقاتهم القديمة والجديدة مع أمريكا ظهيرا ليخطفوا الثورة والحكم.

يدافع الكثير من الشباب عن بنات "7 الصبح" رغم أنهن من الإخوان، لقسوة الحكم ولا يصدقون الإخوان حين يدعونهم لذلك، يقولون إن الإخوان لم يدافعوا أبدا عن المعتقلين من شباب الثورة وهم حين يدافعون عن الفتيات لا يعني انضمامهم للإخوان، غير ذلك كثير جدا من الاعتراضات على محاولة الإخوان التقرب إلى شباب الثورة فهم لن يذوقوا من الكأس نفسه مرتين.

هذا عن الذين يرفضون دعوة التحالف، أما الذين يبدو أنهم متحالفون مع الإخوان فهم في النهاية يرهنون تحالفهم بالدفاع عن الحريات والوقوف أمام الدولة الأمنية وليس دفاعا عن الإخوان ولا شرعيتهم، وهكذا فالدولة الأمنية هي هاجس الجميع، من يتحالف مع الإخوان ومن لا يتحالف، وهذا الهاجس لا يأتي من فراغ فما يحدث حولنا ينذر به، فالطريقة التي تفض بها وزارة الداخلية المظاهرات طريقة تفوق ما هو عادي في مثل هذه الأمور وتتجاوز القانون رغم أنها تخرج لتحقيق القانون كما تقول.

فلا معني أبدا لاستخدام الرش مع مظاهرات سلمية، فما بالك بالرصاص، كما أن ما جري في جامعة القاهرة أصاب الكثيرين من الشباب باليقين بأن الدولة الأمنية انفتحت شهيتها وتسعي للعودة جاهدة إن لم تكن قد عادت فعلا، وما قيل عن أن الرصاص الذي أصاب شهيد كلية الهندسة الصغير ليس مما تستعمله الداخلية لا يصدقه أحد والمتابع للإنترنت يري كم اللعنات بعيدا عن الإخوان وكم الأوصاف المستهجنة لهذا التقرير.

للأسف صارت حكومة الببلاوي الآن، في مرمى كل الأحجار بسبب قانون التظاهر الذي جاء في وقت غير مناسب نحن فيه على أبواب الحركة الكبيرة في خريطة الطريق بعد أن ينتهي التصويت على الدستور الذي سيحدث اليوم السبت الذي أكتب فيه هذا المقال، كان الإخوان المسلمون منهكين ويتناقص حضورهم وظهورهم إلا أن غضب شباب الثورة الحقيقيين أعطاهم الأمل حتى إنهم يرددون- أقصد الإخوان- أن ما يحدث هو انتقام وزارة الداخلية من ثوار يناير، هم يرددون في الحقيقة ما يردده الشباب وباتوا على يقين منه، خاصة بعد سلسلة ضبط وإحضار بعضهم، مثل علاء عبد الفتاح وأحمد ماهر وآخرين من أعضاء حركة "6 إبريل"، فضلا - طبعا- عن اعتقال عدد كبير ممن تظاهروا أمام مجلس الشورى احتجاجا على المحاكمات العسكرية للمدنيين، باختصار يحاول الإخوان المسلمون العودة لكن ذلك صار من المستحيلات الآن.

محاولة الدولة الأمنية للعودة هو الهاجس الأكبر وهي محاولة، أيضا، لن تنجح لسبب بسيط جدا أن الثورة المصرية التي لم تستطع حتى الآن أن تكون لها قيادة يلتف حولها الجميع لا يعرف أحد على وجه اليقين كيف ومتي تنتفض، لكنها يمكن أن تفعل ذلك كما فعلته من قبل دون أن يوقفها بسهولة أحد، من يستطيع الآن إيقاف الدم القادم إذا أرادت الدولة الأمنية الحضور؟.

النظام الحاكم إن لم يفعل ذلك فما أسهل الدم، هذا درس الثورة منذ يناير عام 2011 ولا أظنه وهن أو أصابه الضعف، هل يقدّر ذلك أحد؟، أتمني ذلك قبل أن يحمل الطوفان الحكام إلى مرسي ومبارك.
ibrahimabdelmeguid@hotmail.com
الجريدة الرسمية