صحيفة إماراتية تنتقد الاهتمام الأمريكي الأحادي بأمن إسرائيل
ذكرت صحيفة "الخليج" الإماراتية الصادرة صباح اليوم الجمعة تحت عنوان (الأمن الإسرائيلي) أن جون كيري وزير الخارجية الأمريكي يزور الأراضي المحتلة ليبحث أكثر من ملف، ويبدو أن أهمها تقييم أمن الكيان الصهيوني في ضوء المستجدات.
وتساءلت الصحيفة عن المستجدات التي تضطر الولايات المتحدة لأن تناقش الأمن الإسرائيلي وقالت أن الكثير من الأسباب التي يمكن أن تكون مؤثرة على الأمن الإسرائيلي، تنطلق في مجموعها من مفهوم واحد لدى القيادة الصهيونية وهو أي وضع يمكن أن يؤثر على منظورها لحل القضية الفلسطينية، فكل من لا يرى منظورها أو يدين انتهاكاتها أو يعترض على سياساتها فهو يشكل خطرًا على أمنها.
وأضافت الصحيفة أن القيادة الصهيونية لا تريد أن تغير من منظورها للتسوية السياسية، لذلك فهى لا تملك سوى القلق على أمنها، ولأنها مهووسة بالأمن فليس أمامها إلا أمرين المزيد من التسلح الكمي والنوعي والمزيد من الجهود لتدمير من تشعر أنهم يشكلون خطرًا عليها.
وتابعت: والولايات المتحدة ايدت إسرائيل طوال العقود الماضية في هذه النظرة بل عززتها حينما كان بالإمكان أن تغير منها، فقادة الكيان الصهيوني على اختلاف مشاربهم وضعوا ثابتًا واحدا وهو تحقيق أهداف الكيان الصهيوني التي تتلخص بتصفية القضية الفلسطينية التي تزيد المخاطر على وجود الكيان الاسرائيلى حاضرًا ومستقبلًا.
وأشارت إلى أنهم لا يفكرون في تغيير هذا الثابت إطلاقا لأنهم يريدون من الآخرين أن يتغيروا أي أن ينتحروا سياسيًا ووجوديًا.. فليس لديهم أي مجال للمساومة من الناحية الغائية وإن كانت المجالات مفتوحة أمام المناورات السياسية.. فالبعد الأمني في زيارة كيري يمكن أن يكون متسقًا مع التفكير الإسرائيلي الذي يعني المزيد من السلاح والمزيد من الخطط لتفتيت المنطقة واهمين أن ذلك يمكن أن يؤمن الكيان الصهيوني مما يعتبرونها مخاطر محدقة به.
وتساءلت "الخليج" قائلة: هل يا ترى خطر ببال المسئولين الأمريكيين أن يخرجوا من قيود الصندوق الذي حبسوا أنفسهم فيه وأن يفكروا من خارجه.. أي بدل السعي لتأمين كيان توسعي استعماري بربري من المخاطر أن يجهدوا لتغيير طبيعته التي يمكن أن تؤدي إلى إمكانية تحقيق تسوية سياسية في المنطقة، بقاء التفكير داخل الصندوق قد يجنب الكيان الصهيوني المخاطر في المدى القصير والمتوسط لكن ليس في المدى البعيد بالتأكيد.. تبديل طبيعة الكيان يعطي فرصة أكبر لتجنب المخاطر.
واختتمت الصحيفة الإماراتية قائلة إن القتل المتواصل للفلسطينيين والنهب المستمر لأرضهم ومواردهم والسعي الذي لا يكل لإلغاء وجودهم سيزيد المخاطر.. فلا الفلسطينيون يمكن أن يختفوا من الوجود لأن الصهاينة يتمنون ذلك ولا العرب يمكن أن يطمئنوا لوجود مثل هذا الكيان الغاصب القاتل.