رئيس التحرير
عصام كامل

خالد أبوالنجا لـ"فيتو": جائزة مهرجان أبوظبي أكدت أنني على الطريق الصحيح

فيتو

  • زيارتي لفلسطين من أجل "عيون الحرية" ليست تطبيعًا مع الكيان الصهيوني
  • سعيد بالعمل مع داود عبد السيد بعد "مواطن ومخبر وحرامى"
  • أدمنت المخاطرة ماديًا وتجاريًا وفنيًا، وبدونها تصبح صناعة السينما رتيبة
  • قدمت دور البطولة فى «فيلا 69» بدلا من أخى
  • لبلبة ألطف فنانة قابلتها والعمل معها حلم تحقق

الفنان خالد أبو النجا نجح في أن يوجه رسالة لأبناء جيله بفيلمه "فيلا 69" أن على الفنان دورا مهما في صناعة السينما حتى نستطيع تقديم أعمال تعيش لسنوات.. فقط خالد استطاع أن يبرهن أنه منتج وممثل يستطيع تقديم كل الأدوار باحترافية عالية وأنه لسنوات عمل على صقل موهبته ليصل إلى تلك النتيجة التي سيشاهدها جمهوره قريبًا، فشخصية حسين في فيلم فيلا 69 شخصية شديدة الصعوبة، إلا أنه نجح في تقديمها وحول الفيلم كان لنا معه الحوار التالي.

- في البداية كيف عرض عليك فيلم "فيلا 69" ؟ 
كانت المخرجة آيتن أمين قد اتصلت بى وطلبت منى أن أعرض الفيلم على أخي الأكبر سيف أبوالنجا، والذي قدم مع الفنانة فاتن حمامة فيلم "إمبراطورية ميم" من قبل، حيث كانت قد شاهدته في إحدى إشارات المرور، ولكنه رفض الدور، وكانت آيتن قد طلبت منى أن أقرأ السيناريو وأن أقول رأيي في العمل وتمنيت داخلى أن أشارك في هذا العمل خاصة أن شخصية حسين ظلت في خيالى لفترة طويلة جدا، لأفاجأ بمكالمة هاتفية من المنتج محمد حفظى يعرض على تجسيد شخصية حسين واصفا تلك التجربة " بالمجنونة"، وبالفعل وافقت على التجربة وقمت في ثانى يوم بعمل اختبارات مكياج للشخصية.

- شخصية حسين شخصية شديدة الصعوبة كيف استطعت الإمساك بتفاصيلها؟ 
هذا حقيقي فتلك الشخصية بالنسبة لى كانت السهل الممتنع، فهو رجل شديد الحب للحياة في أزمة مواجهة الموت وبمنتهى البساطة كان مفتاحى للشخصية هو الحالة الإنسانية لحسين، ومن هنا انطلقت، فهذا الرجل يواجه الموت بالحياة والأمل، ويمنح السعادة للجميع رغم فظاظته التي تبدو في حديثه أحيانًا.

-ألم تتخوف من أداء الشخصية بسبب الفارق العمرى خاصة أنه من المفترض تجاوز الشخصية لسن الـ 60؟ 
على العكس فشخصية حسين سحرتنى جدًا وتحمست لها بكل الأشكال، وساعدنى كثيرا الماكياج في الفيلم لأظهر في نفس المرحلة العمرية التي أجسدها خاصة أننى حرصت أن أقوم بأكثر من اختبار للماكياج حتى ظهرت شخصية حسين أمامى، خاصة أنها فرضت على فتره الابتعاد عن الناس من أجل الحفاظ على اللوك الخاص بها.

- تعمل لأول مرة مع الفنانة لبلبة وكل مشاهدها كانت معك تقريبا كيف تقيم هذا اللقاء؟ 
لقاء ممتع ومثمر بالطبع وكنت مستمتعًا جدًا به، خاصة أننى كنت أحلم بالعمل مع لبلبة، فهى صاحبة ألطف وأخف دم فنانة عملت معها وقد سعدت أن فنانة بحجمها قد تحمست للعمل بتلك الطريقة.

- كيف كانت كواليس الفيلم؟ 
كانت كواليس الفيلم رائعة خاصة أن آيتن مخرجة متميزة، وكانت الأجواء شديدة المرح وأعتقد أن التفاهم بين كل فريق العمل ظهر على الشاشة.

- وهل كنت تتوقع حصولك على جائزة في مهرجان أبو ظبى؟ 
لم أكن أتوقع ذلك، فكل ما كان يهمنى أن أقدم عملًا جيدًا ومختلفًا، وتلك الجائزة أكدت أننى على الطريق الصحيح. 

- الفيلم استقبل جيدا عقب عرضه لأول مرة في مصر في مهرجان بانوراما الفيلم الأوربي، ما شعورك؟ 
سعدت بتلك الحفاوة التي حققها الفيلم عقب عرضه في البانوراما، خاصة أن العمل يوقعك في حبه منذ اللحظات الأولى رغم أننى كنت متوقعا أن يستغربنى البعض ويفاجأ بالشخصية التي أؤديها.

- تجربتك كمنتج فني ومنفذ لفيلمك "فيلا 69" تجربة جديدة ترى متى يصبح الفنان منتجا فنيا؟ 
شاركت في هذا الفيلم كممثل ومنتج فنى ومادى وقد سبق لى المشاركة في إنتاج عدد من الأفلام مثل "ميكرفون" و"هليوبوليس"، لإيمانى أنه لابد للفنان من دعم تلك الأعمال التي تحتاج إلى رعاية في ظل التجارية السينمائية والتي تفرض نوعية من مستوى الأفلام على السوق السينمائى وتلك التجارب تحتاج إلى طرق جديدة وغير تقليدية في الإنتاج، حيث يعتمد على وجود أكثر من منتج وعلى منح سينمائية تقدم من عدة صناديق داعمة، وأراهن دائمًا على نجاح تلك الأعمال رغم أنها من الممكن أن تمثل لى بعض المخاطرة ماديًا وتجاريًا وحتى فنيًا، ولكن بدون هذه المخاطرة تصبح صناعة السينما رتيبة.

- وكيف استطعت كفنان أن تكون صاحب نظرة إنتاجية ناجحة؟ 
يجب أن يجذبني العمل بشدة كما أننى كونت خبرة متواضعة في الإنتاج جعلتنى أتمتع ببعض المخاطرة لأقدم أعمالًا جيدة تشرف السينما المصرية وهو ما قدمته بالفعل من قبل في "هليوبوليس" و"ميكروفون" كأفلام مستقلة شاركت في إنتاجها و"واحد صفر" كفيلم فني تجارى مختلف حقق إيرادات مادية ومعنوية قوية.

- أغلب فريق عمل الفيلم يقدمون عملا للمرة الأولى هل كنت تتوقع هذا النجاح؟ 
أحب أن أعمل مع مخرجين جدد، فقد سبق وعملت مع مخرجين لأول مرة مثل المخرج أحمد عبد الله، طارق عبد العاطى في فيلم "عجميستا"، والمخرج أحمد صالح في فيلم "حرب أطاليا"، وتلك الأعمال حققت نجاحًا كبيرًا، فأنا مؤمن بأن الموهبة حتى لو كانت بلا تجارب فهذا يجعلها تبدع، وتفيدنا كجمهور وكصناع سينما بما فينا ذوو التجارب الكثيرة ونحتاج دوما لدم جديد يحمس الجميع على الإبداع، المهم ألا نعتقد أن الخبرة والأقدمية أهم من الموهبة.

- من المقرر أن تبدأ قريبا تصوير كل من فيلمى "قدرات غير عادية" للمخرج الكبير داود عبد السيد وفيلم "ديكور" مع المخرج أحمد عبد الله ؟ 
أنا سعيد بالعمل لثانى مرة مع المخرج داود عبد السيد بعد أن عملت معه في فيلم "مواطن ومخبر وحرامى" ونحن الآن في مرحلة التحضير للفيلم تمهيدا للبدء في تصويره في شهر يناير المقبل، أما فيلم "ديكور" مع المخرج أحمد عبد الله فتلك التجربة الثالثة التي تجمعنى معه مما خلق بيننا لغة تفاهم خاصة.

- تنتظر مع نهاية العام عرض كل من فيلمى فيلا 69 والفيلم الفلسطينى "عيون الحرية" فما هي توقعاتك لهما؟ 
أتوقع أن يحقق الفيلم نجاحا جماهيريا جيدا خاصة أن الجمهور أثبت في العديد من التجارب دعمه لتلك النوعية من الأعمال أما عن فيلم عيون الحرية فأتمنى أن يحقق النجاح في عرضه فلسطينيا.

- ألم تخف من توجيه اتهامات لك بالتطبيع لسفرك لفلسطين لتقديم تلك التجربة؟ 
أنا لا أعتبر زيارتي لفلسطين تطبيعًا مع الكيان الصهيوني على العكس يجب أن نقف بجوار الفلسطينيين ونشعرهم أننا بجوارهم ومعهم. وأنا قضيت في فلسطين 32 يومًا متنقلًا بين عدة مدن وأقمت في بعض من هذه الفترة مع أسر فلسطينية.

- حدثنا عن دورك في الفيلم؟ 
أجسد شخصية طارق، وهو رجل يحمل سرًا خطيرًا ويقوم بالبحث عن ابنته التي تركها منذ 10 سنوات، وهو دور يشرفني أن ألعبه وقد وافقت على المشاركة به فور عرض الدور عليّ، ولم أشترط دور البطولة على الإطلاق، لإيماني بضرورة عدم الاستمرار في عزل فلسطين ثقافيًا وفنيًا عن العالم العربي"، فتجربتي في التواجد بمدينتي نابلس ورام الله منحتني تجربة قد أسعى لتحويلها إلى أفلام، فتصوير فيلم في العادة أمر صعب، فما بالك في بلد تحت الاحتلال؟ لم أقابل فلسطينيًا، إلا والابتسامة ترتسم على وجهه، الفلسطينيون قابلوني بكل الحب والود، وهذا أنساني كل التعب، وللحظات أنسانا أننا نصور في بلد تحت الاحتلال، لم أشعر أنني خارج مصر، لكني في جزء محتل منها، إنها تجربة مذهلة لا يمكن الحديث عنها بالكلمات.
الجريدة الرسمية