رئيس التحرير
عصام كامل

سفير مصر بلبنان: الإخوان سعت لإنشاء أجهزة بديلة للدولة

السفير المصرى في
السفير المصرى في لبنان أشرف حمدى

أكد السفير المصري في لبنان أشرف حمدي أن من أكبر أخطاء حركة جماعة الإخوان خلال فترة تولي الرئيس المعزول محمد مرسي الحكم سعيها لتمكين أعضائها من مؤسسات الدولة بعيدًا عن معايير الكفاءة والعدالة، وإنشاء أجهزة بديلة تدين بالولاء الكامل لهم.. معتقدين إمكانية اضطلاعهم بدور الشرطي، القاضي والدبلوماسي وغيرها من الاختصاصات وتهميش المؤسسات الوطنية المعنية بهذه الأمور، مشددا على أن مصر أكبر من أن تحكم بفصيل واحد.


وأكد السفير أشرف حمدي في مداخلة له - في مؤتمر حول التغيرات في الشرق الأوسط بعنوان مؤتمر "خطوط التصدع المستجدة في الشرق الأوسط" نظمته رابطة أصدقاء كمال جنبلاط في بيروت – أن فترة حكم الإخوان المسلمين أظهرت عدم قدرتهم على الانتقال من فكر إدارة الجماعة إلى فكر إدارة الدولة، وتغليب مصالح الجماعة على مصالح الدولة.

ولفت كذلك إلى غياب الرؤية أو القدرة لحل تحديات المجتمع رغم الوعود التي أطلقت في هذا الشأن وإلى الفشل في الانفتاح على المجتمع بمختلف مكوناته السياسية والثقافية، معربا عن اعتقاده بأنه ليس بالإمكان حكم بلد بحجم مصر وبقدر تحدياتها من خلال مجموعة ضيقة تنتمي لفكر واحد وإقصاء التيارات المخالفة لفكر هذه المجموعات.

وأشار إلى أن من أبرز أخطاء الإخوان استخدام خطاب دعوي ساهم في وجود حالة استقطاب حادة بين أبناء الشعب الواحد، واستغل الهوية الدينية في الخلافات السياسية.. معتمدًا على غيرة المجتمع على دينه في الحشد من أجل تحقيق أهداف الجماعة.

وأضاف أنه لا شك أن أحد عوامل صعود الإسلام السياسي كان خلو الساحة السياسية من البدائل نتيجة ضرب الحركات السياسية القومية واليسارية من جانب الأنظمة العربية وتفاقم الأزمات الاجتماعية والاقتصادية في العالم العربي، إلا أن الحركات الإسلامية عندما وضعت موضع اختبار السلطة يبدو أنها لم تقدر جيدًا حجم التحديات وطبيعة الاستحقاقات والقواعد والقيود المرتبطة بقيادة بلادها، أبسطها الإقرار بالديمقراطية والاستماع لمطالب الشارع.

ولفت إلى أنه ليس شرطًا أن تكون الثورة خطًا مستقيمًا بلا تذبذب أو تحرك للأمام فقط دون الرجوع إلى الخلف، فجميع الثورات استغرقت وقتًا وارتكبت خلالها وباسمها أخطاء حتى تحققت أهدافها، وبالتالي فإنه من المبكر حاليًا الحكم على نتائج الثورة في مصر أو تحديد الفائز والخاسر من نتائجها.
الجريدة الرسمية