رئيس التحرير
عصام كامل

عن يوم قادم لا محالة..


"اعتداء على مجموعة من المتظاهرات بالضرب أمام مجلس الشورى"، " قتل محمد رضا طالب بكلية الهندسة داخل الحرم الجامعي"، "قتل الشاب عبد الرحمن طارق بمنطقة الأميرية بعد اصطدام سيارته بسيارة أحد ضباط الشرطة"، كل هذه الانتهاكات ارتكبها جهاز الشرطة خلال أسبوع واحد فقط.


عند إلقاء نظرة سريعة على طبيعة هذه الانتهاكات والمدى الزمني القصير الذي ارتكبت فيه، نجد أن هناك تحولا وتدرجا سريعا يحدث في الانتهاكات التي يرتكبها جهاز الشرطة، فبعد أن كانت قاصرة على مؤيدي الرئيس المعزول فقط، خلال الفترة الماضية، امتدت اليوم لتشمل رفقاء الأمس من تحالف 30 يونيو، بالإضافة إلى طلاب ومواطنين ليسو أطرافا بالأساس في الصراع السياسي الحالي.

والحقيقة أنه عند البحث عن الأسباب التي أدت إلى هذا التحول والتدرج السريع في انتهاكات جهاز الشرطة، نجد أن هناك ثلاثة أسباب رئيسية، تتمثل أولها في صمت قطاع كبير من الشعب عن الانتهاكات التي ارتكبتها الشرطة منذ يوم 3 يوليو في حق مؤيدي الرئيس المعزول وتبريره لها، لمجرد اختلافه السياسي مع الضحية، فلو كان ضابط الشرطة الذي قتل الشاب عبد الرحمن طارق قد وجد رفضا شعبيا لسياسات الجهاز الذي ينتمي إليه، لكان فكّر ألف مرة قبل أن يخرج سلاحه ويقتل شابا، لمجرد أن سيارة الأخير قد اصطدمت بسيارته عن غير قصد.

أما ثاني هذه الأسباب فتتمثل في تجاهل معظم وسائل الإعلام لانتهاكات جهاز الشرطة خلال الأشهر الأخيرة، فلو كان الإعلام قد سلط الضوء ولو قليلا على حادث مقتل طالب طب الأزهر غدرا داخل المدينة الجامعية، لما شاهدنا بعدها بأيام قليلة قيام قوات الشرطة بإطلاق قنابل الغاز وطلقات الخرطوش داخل جامعة القاهرة، وسقوط الطالب محمد رضا شهيدا.

أما ثالث هذه الأسباب وأهمها فتتمثل في عدم الاستماع لصوت الشارع الذي لم يصمت يوما واحدا، على مدار ما يقرب من ثلاث سنوات، عن المطالبة بإعادة هيكلة وزارة الداخلية، فلو عدنا بالذاكرة قليلا للوراء سنجد أنه في كل مرة ثار فيها الشعب على النظام الذي يحكمه، كان بسبب أداء وزارة الداخلية، بداية من نظام مبارك مرورا بحكم طنطاوي انتهاء بنظام مرسي.

ولذلك أود أن أشير إلى أن استمرار التبرير الشعبي لقمع الشرطة لمعارضيها، وإصرار وسائل الإعلام على تجاهل الانتهاكات التي أُرتكبت طوال الفترة الماضية، ورفض النظام للسماع لأي مبادرات لإعادة هيكلة وإصلاح جهاز الداخلية، ينذر بيوم -قادم لا محالة- تتسع فيه انتهاكات الشرطة بصورة أكبر، وتتسع معها دائرة الدماء، وعندها وللأسف الشديد سيصبح مشهد سحل أهل قتيل الأميرية لضابط الشرطة معتادا في الشارع المصري.
Nour_rashwan@hotmail.com
الجريدة الرسمية