تورتة الثورة
خلال الفترة الأخيرة لم يتوقف البعض من أصحاب الأغراض الخبيثة الذين أثقلوا البلاد بمؤامراتهم بالحديث عن ثورة ثالثة فى 25 يناير المقبل، وكأن الثورات تحدث عندما يجتمع مائة شخص أو أكثر بجوار أحد الميادين أو داخل إحدى مقرات الأحزاب، وأن هذه الثورة الجديدة سوف تصحح ما فشلت فيه ثورتى 25 يناير و30 يونيو ، وعندما تسترجع بعض الأسماء التى تدعو إلى هذا تجدهم من شباب 6 إبريل أو الدعمين لها من الإخوان أو المؤيدين لهم وعددا من التيارات الأخرى.
وهؤلاء جميعا تعاملوا مع 25 يناير على أنها "تورتة" ولابد من الحصول على نصيب منها، وهذه هى ثقافتهم التى نشروها فى المجتمع، فكل شيء عندهم له ثمن وكل موقف لابد من دفع فاتورته فورا، وما يثار عن شخصيات فى حركة 6 إبريل أصبحت تمتلك الملايين من الدولارات لم تعد أحاديث إفك بل أصبحت موثقة بالصوت والصورة ، وقبل فترة قصيرة كنا نتصور خطأ أن الإخوان المسلمين هم أعداء الوطن فقط.
وأنهم يحملون رغبة صريحة فى تدمير الوطن ومع الأيان والمواقف اكتشفنا أن هناك كثيرين يشاركونهم نفس الرغبة فلم يعد الوطن يمثل للكثيرين سوى "سبوبة" يتم بيعه لمن يدفع أكثر، وللأسف الشديد هذا يحدث بعلم الأجهزة الأمنية والأدلة موجودة وواضحة ومسجلة بالصوت والصورة ولا بد من فضح هؤلاء بدلا من التغاضى عن أفعالهم الرخيصة ..وهناك من يقول إنه يجب عدم مخاصمة بعض المخطئين فى حق الوطن حاليا والانتظار حتى يتم الانتهاء من الاستفتاء على الدستور، وهذا ليس سببا وجيها للانتظار على من يريد حرق الوطن ، فهذا الدستور لن يكون الخير أما الوطن فهو الأول والأخير بالنسبة لنا.
كما أن هذه الشخصيات المتورطة فى جرائم مخلة لا تمثل إلا نفسها ولا تمتلك أى قاعدة شعبية حتى تؤثر على الدستور سلبا ، ومظاهراتهم الأخيرة أثبتت هذا فمؤيدوهم لا يتجاوزن أصابع اليدين، كما أنه لا يجب " النفخ" فى هؤلاء النشطاء كما فعل المجلس العسكرى السابق من أجل تمرير الكثير من المشروعات بدافع من الإخوان .
باختصار شديد هناك الكثير من النماذج التى تطلق على نفسها القوى الثورية لا تفكر سوى فى مصالحها الضيقة والخاصة وتجيد المتاجرة بالأوطان فى سوق المخابرات الدولية، كما أن هذه النماذج لا تقل أنانية عن الإخوان، إما أن يكونوا فى مقدمة الصفوف أو فساد الفرح على كل من فيه، وبما أن الثورات تحقق مصالحهم فلماذا لا يدعون لثورة ثالثة ورابعة وخامسة أو ثورة كل عام لجنى الأرباح ، وإذا كنا نقول إنه يجب ألا تأخذنا الرأفة مع كل من يشعل النيران من الإخوان فى جسد الوطن يجب أيضا ألا تأخدنا العزة بالإثم ونتوقف عن تدليل النشطاء والتعامل معهم فى إطار حجمهم الحقيقى وتقديم من أخطأ منهم للمحاكمة حتى يكونوا عبرة لتجار الثورات الذين جنوا الكثير.
Essamrady77@yahoo.com