أيمن ابن أم أيمن
لم يظلم ابن مثلما ظلم هذا الشاب، ولم يتعرض أحد لقذف وسب مثل الذى تعرض له أيمن، لا لشىء سوى أن القدر جعله ابنا للسيدة عزة الجرف إحدى قيادات الإخوان، ذنب أيمن الوحيد هو أمه، علته الحقيقية كشاب ابن السابعة والعشرين السيدة التى أنجبته، وهو أمر فى غاية الصعوبة والمأساة أن تستيقظ كل يوم لتتصفح أى موقع من التواصل الاجتماعى لتجد حفلة على أم أيمن، تتسبب هى بشكل مباشر وعن قصد فى خلق هذه الحالة وفرضها كأمر واقع، بتصريحاتها أو " كلام " منسوب إليها، لكن كيف تشعر لو كنت مكان أيمن؟ ، وهى فى النهاية وبحكم القانون والأخلاق وصلة الرحم " امه " ؟ .. أن تجد كل السباب والشتائم تنال من شخص لا أحد يعرفه ولا يعلم عنه شيئا، وتعتقد الناس أنه على درب أمه وأبيه، وهو فى حقيقة الأمر مختلف معهم طول الخط .
أكتب هذا للرأفة بأيمن، لا بالسيدة عزة الجرف، وأتعاطف معه، وأعلم حجم الألم الذى يعتصر هذا الشاب حين يحضر مناقشة فى مناسبة ما، وتأتى سيرة "السيدة الوالدة"، دون أن يدرى بعضهم أنه أيمن ابن أم أيمن، يكفيه تلك النظرات والسخرية من أمه، وقد لا يفصح لبعضهم أنها أمه، إحساس يمزق أى ابن حتى لو كان مختلفا مع والديه أن يسبه الناس نهارا جهارا، ولا يملك حتى الدفاع عن نفسه أو عن أمه، لكنه ربما قد يطبق الآية الكريمة "وصاحبهما فى الدنيا معروفا"..
ربما لا يعرف أحد أن أيمن عضو فى حزب الدستور الليبرالى، المختلف فى توجهاته مع توجه الأسرة الإخوانى، وهو مهندس ديكور "شاطر"، ولا يختلف أيمن عن أى شاب فى جيله، وربما يكون لديه مساحة أكبر فهو عازف على آلة الكامنجا، ولديه حس موسيقى مرهف، هادئ الطباع، "ضفيرة شعره" ربما تصدمك حين تعلم أن هذا الشاب هو أيمن، وهو شاب انضم لحزب أسسه البرادعى وشارك فى ثورتى ٢٥ يناير و٣٠ يونيو، كارها للإخوان وأساليبهم وخطاباتهم، لكنه يبقى أيمن ابن أم أيمن.