رئيس التحرير
عصام كامل

زكريا الحجاوى...عاشق المداحين

الفنان زكريا الحجاوي
الفنان زكريا الحجاوي

قال عنه صلاح جاهين "إنه يشبه سقراط والحواريون حوله " ووصفه يوسف إدريس بأنه رائد القصة القصيرة الواقعية، ولقبه النقاد بعاشق المداحين.

ولد الفنان الشعبى زكريا الحجاوى عام 1915 بمحافظة الدقهلية وعاش طفولته بين الصيادين من عائلته، درس بمدرسة الفنون والصنايع الملكية ولكن لم يكما دراسته فيها، بسبب طرده من المدرسة بعد خطبة قدمها في ميكروفون المدرسة يقول فيها إن الشب المصرى في حاجة إلى بطاطين أكثر من حاجته إلى زعماء سياسيين، ثم قام بمظاهرة طلابية ضد القوانين فصدر أمر من الملك فاروق بتحديد إقامته في قريته.

عمل موظفا بمجلس مدينة الجيزة ثم موظفا بالداخلية لكنه استقال وسافر إلى الصعيد ليكون فرقة غنائية للموال الشعبى طاف بها الصعيد كله بصحبة مطربة الفن الشعبى وقتئذ "ناعسة المزاتية "، عمل صحفيا بجريدة المصرى مع صاحبها أحمد أبو الفتح، ثم انتقل للعمل سكرتيرا لتحرير جريدة الوفد عام 1953.

اجتمع أصدقاء زكريا الحجاوى من شلة قهوة عبدالله منهم أحمد رشدى صالح وحسن فؤاد وأحمد شوقى الخطيب على إصدار مجلة للفن الشعبى على نفقتهم الخاصة وأوقفها البوليس السياسي بسبب نشره كتابا عن سيد درويش يتضمن آراءا سياسية.

أسس فرقة الفلاحين التي قدمت عروضها في احتفالات عيد الثورة عام 1957 وفيها اكتشف المطرب الشعبى محمد أبو دراع والمطربة خضرة محمد خضر التي قدمت له ملحمة "أيوب المصرى".

عمل سكرتير تحرير لجريدة الجمهورية تحت رئاسة أنور السادات ولأنه كان قد آوى السادات في بيته عند هروبه بعد اتهامه بمقتل أمين عثمان فكان ينادى السادات بدون تكليف، ففصله السادات من الجريدة التي كان يعشقها واتهمه بكتابة تقارير عنه إلى عبد الناصر، فصدم الحجاوى صدمة شديدة ولم يعد إلى الصحافة مرة ثانية واتجه إلى الفن الشعبى.

بدأ في كتابة القصة القصيرة وكانت أول إنتاجه قصة "محاكمة قاع النهر" ضمن مجموعته القصية "نهر البنفسنج"، وقدم للإذاعة العديد من الأعمال الدرامية منها أيوب المصرى، أنس الوجود، ملاعيب شيحة، كيد النسا "، كما قدم أول عمل مسرحى جمعه من التراث وقدم بالأوبرا " آه ياليل ياعين "الذي قدم فيه محمود رضا الرقص الشعبى.

عمل بالثقافة الجماهيرية وقدم لها مسرح السامر والسرادق ليظل زكريا الحجاوى رائدا للفن الشعبى.
  
سافر إلى قطر وكون هناك فرقة قطر للفنون الشعبية التي أعادت صياغة الأغانى البدوية إلا أنه وقع أسير الكثير من الأزمات النفسية والصحية حتى أصيب بأزمة قلبية أدت إلى وفاته هناك في 7 ديسمبر 1975، ولإحساس السادات بالذنب تجاهه أمر بنقل جثمانه إلى القاهرة، وأقام له جنازة رسمية وأطلق اسمه على المسرح الذي كان يقدم عروضه.
الجريدة الرسمية