رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو والصور.. السياحة في شرم الشيخ تحتضر.. الفنادق تغلق أبوابها وتسرح العمالة.. تشريد مئات الأسر والشباب يطالبون زعزوع بالتدخل.. وخبير سياحي: نعيش أصعب أزمة في تاريخ السياحة المصرية

فيتو

شكاوى جماعية وركود سياحي وتغيير للمهنة وغلق فنادق ومحال وتسريح عمال، هذا حال السياحة بجنوب سيناء وخاصة شرم الشيخ والعاملين بها وملاك المحال والمطاعم بالمدينة، بعد أن شهدت الحركة السياحية ركودا سياحيا غير مسبوق بعد ثورة 25 يناير.

قال أحمد حسن عودة مدير القوى العاملة بجنوب سيناء، لـ"فيتو" إن 7 فنادق بمدينة شرم الشيخ أغلقت أبوابها، لركود الحركة السياحية بالمحافظة، ووزعت العمالة على باقي الفنادق لإخلائها من النشاط السياحي وعدم وجود حجوزات.

وأشار إلى أن هناك أكثر من 80 فندقا أوضاعهم مستقرة ويتم منح العمال أرصدة إجازاتهم، وأن أكثر من 10 فنادق معظم العاملين بها في إجازة مدفوعة الأجر.

وأكد "عودة" أن المديرية تتابع عن كثب الموقف في كل فندق وإجراء لقاءات مستمرة مع العاملين لتوضيح الظروف التي تمر بها البلاد في الوقت الراهن، فلم تشبع الأفواج السياحية المحدودة التي تزور شرم الشيخ، رغبات أصحاب المحال في رؤية ما كانت عليه المدينة سياحيا قبل الثورة، مؤكدين أن الحركة السياحية بعد الثورة لم تصل إلى 50%.

وفى مشهد لم يكن متواجدا بشرم الشيخ من قبل، هناك عدد من المحال والفنادق تم إغلاقها، وجاء تبرير ذلك وفقا لأصحاب المحال المتواجدة بشرم الشيخ ومنهم محمود عبد العزيز صقر، الذي أغلق الكوفي شوب الخاص به، أن السوق التجاري المتواجد به محله مات نهائيا - وفقا لوصفه - وعرض محله للبيع، لعدم قدرته على سداد الإيجار نظرا للتوقف السياحي.

وأكد محمود أن دخل الكوفي شوب قبل الثورة بعد تصفية الإيجارات ورواتب العمال والالتزامات كان متوسطه ما بين أربع إلى خمس آلاف جنيه، وبعد الثورة تم إدانة الكوفي وبيع معظم أدواته لتسديد ديون المكان، لافتا إلى أن الكوفي كان يفتح أكثر من أربع بيوت تم تشريدهم.

وقال حسام أحمد الشهير بــ "تيتو" صاحب مرسم: "لم أستطع سداد الإيجار منذ شهرين وقيمته الشهرية 2000 جنيه ومثلهم إيجار السكن فضلا عن المصاريف الشخصية.

وأكد تيتو أن دخل المرسم قبل الثورة كان يتعدى 5 آلاف جنيه وبعد الثورة أصبح دخله لا يكفي للمصاريف الشخصية.
وأجمع تيتو ومحمود أن السبب الرئيسي في غلق 90% من محال شرم الشيخ هو أن السائح يأتي بنحو 500 دولار لمدة أسبوع شامل المأكل والمشرب والمواصلات ويمكث السائح طوال الإجازة داخل الفندق، ومن ثم المستفيد الوحيد هو الشركات الموردة.
وناشد تيتو ومحمود المسؤولين بضرورة تحسين صورة العاملين في قطاع السياحة، وأوضحا أن الشركات التي تدير السياحة تستقبل السائحين من الجنسيات المختلفة وتقوم بتشويه صورة العاملين في البازارات والمحال بهدف الاستحواذ على السائح. 
وطالبا بضرورة إنشاء جمعية ولتكن تحت مسمى "أصدقاء السائح" وتكون مهامها معاونة السائح منذ قدومه حتى مغادرته.
وفي سياق متصل أكد محمود عبد الرازق صاحب مكتب رحلات "سفاري" أن نسبة الإشغالات الفندقية في شرم لا تتعدى 35%، مشيرا إلى أن الوضع الحالي في حاجة ماسة وملحة لتدخل فوري من قبل المسئولين لوضع حل لهذه الأزمة.
وأكد رضا فتحي يعمل شيف منذ 18 عاما، أنه قبل الثورة بثلاث شهور والوضع السياحي في التراجع، مشيرا إلى أنه في عام 2008 الجميع كان يسعى للوصول إلى 24 مليون سائح حتى عام 2014 وللأسف لم نكمل الحلم، لعدة أسباب على رأسها عدم الاستقرار السياسي الذي شهدته البلاد.
وأجمع رضا وماهر أن الوضع السياحي الحالي بشرم الشيخ أفضل بكثير عن الوضع منذ ستة شهور. 
وأكدا أن شرم الشيخ لديها من المقومات ما يجعلها تنافس وتعود في أي وقت ومنها البنية الأساسية والعمالة المؤهلة، والتي يجب أن نحافظ عليها حتى لا تتجه لمهن أخرى. 
من ناحية أخرى قال أحمد بدوي الخبير السياحي: "بلا شك نحن أمام أصعب أزمة في تاريخ السياحة المصرية. ومن يعرف الواقع المؤلم الذي تعانى منه السياحة الآن يتألم حزنا وحسرة على أحوال هذا القطاع الذي يعد أحد المصادر الكبرى لتوفير فرص العمل لشباب مصر وتوفير العملات الصعبة للاقتصاد القومي ناهيك عن مساهمته في خطة التنمية الشاملة بشكل عام.
الأرقام أو الواقع، المؤلم يقول إن نسبة الإشغال في فنادق شرم الشيخ كلها لا تغطى تكلفة تشغيل أي فندق أو حتى دفع رواتب الموظفين. الواقع المؤلم للسياحة المصرية الجريحة أو المريضة والفنادق والمحال والشواطئ التي يكسوها الحزن في كل مكان بعد أن كانت تضج بالسياح والأضواء والحفلات والحياة. 
وأشار بدوي إلى أن الفنادق حاليا بدأ الكثير منها خلال الأشهر الماضية يغلق أبوابه تماما لعدم وجود سياح. مضيفا أن عشرات الفنادق حاليا مغلقة ولا تستقبل السياح وأن أصحابها فضلوا ذلك لأن نسب الإشغال ضعيفة ولا يكفى الإيراد تكلفة التشغيل والمرتبات. 
وأضاف أن هناك فنادق صغيرة يطرحها حاليا أصحابها للبيع بسبب مشكلات في سداد القروض من البنوك وتعثر حركة السياحة الوافدة وصعوبة التشغيل في ظل هذه الأوضاع. وزيادة على ذلك إن كثيرا من الفنادق قامت بالفعل بتسريح عدد كبير من العمالة "المدربة" لديها لعجزها عن سداد المرتبات. وكان آخرها فندق " أمارانت " رغم أنه أربعة نجوم.
و"تابع " بدوي: " نحن نقول إن إنقاذ الموقف يتطلب فعلا تدخلا عاجلا من الحكومة في إطار خطتها التي أعلنت عنها لتحريك الاقتصاد المصري.
وأكد بدوي أن وزير السياحة هشام زعزوع بكل خبرته السياحية يستطيع أن يلبي استغاثة أهل هذا القطاع، ولكنه في حاجة إلى مساندة، فعلى المحافظة أن تقوم بتشكيل لجنة فورا لبحث مشاكل المتعثرين، ورصد صورة حقيقية للوضع وخاصة الفنادق الصغرى والمحال وأصحاب الشواطئ، وبحث إمكانية وقوفهم على أقدامهم من جديد، لأن الفنادق الكبرى العالمية لديها من يدعمها ولا توجد لديها مشاكل.

الجريدة الرسمية