رئيس التحرير
عصام كامل

تغريدة يا ريس


فرق كبير نشاهده فى التعامل مع الشعب المصرى من النظام الحالى والنظام السابق، سواء كان فى لغة الخطاب أو فى طريقة التعامل مع الشعب.
ففى النظام السابق، كان يخرج الرئيس مبارك بخطاب مؤثر فى الشعب وكان عندما يتحدث كان لا يقول عشيرته أو أى تيار سياسى أو أى تهديد لأى مواطن مصرى سواء كان مخطئا أو غيره بإشارة تهديد بأصبعه.

لكن ما نراه الآن من خطاب الرئيس الحالى يعى فى أذهاننا فرق التعامل مع الشعب المصرى، وبعد الخطاب الأخير وخروج الشارع لكسر حصار حظر التجول أثبت فشل لغة الخطاب والحوار مع الشب وأثبت أن النظام السابق كان ناجحا فى خطابه ولم يعترض الشعب على قراره بمثل هذه الطريقة المفجعة.
أيضاً يأخذنا الخطاب لجانب آخر، وهو دور القوات المسلحة التى هى نبض الشارع المصرى بعد أن أكد الخطاب أن الأوامر تخرج منه وليس عليها قائد غيره، فى حين أن النظام السابق عندما كان يتحدث كان لا يذكر أنه يعطى أوامره للقوات المسلحة وكانت القوات المسلحة تخرج علينا بعدة بيانات وراء كل حدث، لكن ما نراه الآن من تجاهل تام والخروج بعد خراب مالطة وعدم الحس الوطنى الذى فقدناه فيهم وأصبحت أرواحنا معلقة تحت قبة التيار السياسى الفاقد للوطنية كما نشاهد أفعاله.
إضافة إلى التغريدات التى تخرج علينا كل يوم، ففى النظام السابق كان يخرج الرئيس ويتحدث بنفسه ولم يتحدث مرة واحدة من خلال "تويتر" أو "فيس بوك" ليخاطب شعبه، لأن الرئيس السابق كان يخاطب جميع أطياف الشعب لكن الرئيس الحالى بهذه الطريقة أثبت العنصرية وأثبت أنه يخاطب جزءا بسيطا من الشعب وأثبت سخطه على الشعب وديكتاتوريته فى لغة الحوار ولغة العناد والتحدى التى من الممكن أن تفقده الكثير.
وتلك الطريقة التى تعامل بها الرئيس معنا جعلتنا نشعر أننا عندما يقع حدث أو نريد مخاطبة الرئيس فى المستقبل سوف نقول له:"تغريدة ياريس"، ياللى جعلتنا نشعر بالفرق بينك وبين مبارك، جعلتنا نقول ولا يوم من أيامك، جعلتنا نتحدث عن الماضى ونحن فى الحاضر، جعلتنا نذكر الوطنية التى افتقدناها فيمن يحمون البلد، جعلتنا نشعر بأمور كثيرة تعطى لنا مؤشر الخوف من المستقبل وأصبحنا نرى مصيرا مجهولا ينتظرنا وخوفا من عيون تنظر لنا كنا لا نشعر بالخوف اتجاهها من قبل، جعلتنا نصرخ ونعبر وكنا فى زمن ماض لا نريد الصراخ لأننا كنا نعلم فى أى طريق نسير، جعلت الشعب المصرى قسمين.. قسم يكره والآخر يحبك وفى النهاية سوف يكون مصير الكره هو الأكبر لأن كثرة النفاق والكذب والخداع والمصير المجهول يجعل المحبين يملون وينظرون لما ينظر إليه كل مواطن مصرى أصيل فى هذا البلد.
الجريدة الرسمية