رئيس التحرير
عصام كامل

مايكل برينان: مستقبل مصر يعتمد على استراتيجية الجيش والإخوان.. تاريخ الجماعة حافل بالعمل السري.. التنظيم يوسع شبكته بالخارج ويتحد مع القاعدة.. والقاهرة ستعاني مسارا دمويا بسبب العنف الإرهابي

مؤسسة راند الأمريكية
مؤسسة راند الأمريكية

أعد مايكل برينان جنكيز، أحد كبار مستشاري مؤسسة راند الأمريكية المتخصصة بالبحث في شئون الإرهاب، تقريرا عن مصر وجماعة الإخوان بعد الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي في 3 يوليو الماضي.

ورأي برينان أن مستقبل مصر لا يعتمد فقط على سياسات القادة العسكريين لكن أيضا على الاستراتيجية التي يعتمدها الإخوان، ليس بعد الإطاحة بهم لكن قبل ذلك، على الرغم من الانقسامات الحقيقية في أجيال تنظيم الإخوان.

وأشار برينان إلى عمل الإخوان تحت الأرض قبل الإطاحة بالرئيس الأسبق حسني مبارك في عام 2011 فهي جماعة محظورة، ظهر حزبها السياسي "الحرية والعدالة" على وجه الأرض بعد ثورة 25 يناير بعد سنوات من العمل تحت الأرض، والبعض يرى ضرورة بقاء الإخوان في اللعبة السياسية ولكن هذا يجعل عودتها للسلطة أمرا أكيدا من خلال تبنيها العمل الاجتماعي الذي يجب أن تقوم به الحكومة.

ولفت برينان إلى أن وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي ألمح بأن هناك مجالا لجميع الطوائف السياسية في مصر لكن مع مرور الأيام والحملات التي شنت ضد الإخوان أكدت أنه لا مكان للإخوان في اللعبة السياسية في المرحلة المقبلة للبلاد، لأنهم تم وصفهم بأنهم جماعة إرهابية والكثير يرونهم بهذه النظرة ولكن بعض المحللين يرون القمع المتعمد سيدفع الإخوان للعنف وهو الأمر الذي سيبرر موقفهم باستخدام العنف.

وبحسب برينان فإن عضوية أعضاء جماعة الإخوان تقدر بمليون وستمائة نسمة وجميعهم يحصلون على مساعدات اجتماعية لا توفرها الدولة لهم وكسبوا الكثير من الأفراد نتيجة عملهم الاجتماعي لعجز الدولة في تقديم هذه المساعدات والبعض منهم على استعداد للموت من أجل الجماعة مثلما حدث في مخيم رابعة والنهضة وبعض العمليات الإرهابية التي تشهدها منطقة شبه سيناء المضطربة.

ولكن هناك بعض الخيارات الاستراتيجية للإخوان التي لديها خبرة في العمل السري وتوفير الخدمات الاجتماعية وعمل عضويات لجماعتهم سرا وزراعة علاقات خارجية عالمية بالتنظيم العالمي.

ومن هذه الاختيارات استمرار الإخوان بالمواجهات في الشوارع وبذلك ستكون أمامهم فرصة للاستشهاد وسيعمل على تنشيط حزبهم المحظور والتعاطف معهم تجاه ردود أفعال الحكومة التي ستوصف بالقاسية لردها على الأعمال الاستفزازية للجماعة وبذلك يكسبون تعاطفا دوليا وكل ذلك يضر بالاقتصاد المصري وخاصة السياحة وبذلك ستكون مصر بين سيف ذي حدين ترك الإخوان باحتجاجاتهم أو محاصرتهم وإنهاء العمليات الاحتجاجية.

والاختيار الثاني عودة الإخوان لنشاطها القديم للكفاح والجهاد والاستشهاد وسيكون خيارها شن الهجمات الإرهابية مثلما شهدت مصر الهجوم الإرهابي على وزير الداخلية والعديد من المنشآت الحكومية، الإخوان يفتقرون للكثير ويرغبون في تجنب تسميتهم الجماعة الإرهابية لكن بمجرد بدء العنف لن تكون مصر قادرة على كبح جماح العنف الذي سيشن منهم.

ويرى برينان أن الإخوان لن تسعى للتحالف مع الجهاديين لتنظيم القاعدة الجماعات المسلحة المتشددة ولكن تنظيم القاعدة سيجدها فرصة لتجنيد أعضاء من الإخوان بعد خيبة أملهم إذا عارضت الحكومة المصرية وجودهم بقوة وبذلك ستتراجع شعبية الإخوان وتتآكل عضويتهم الخاصة ويصبحون متطرفين، وقادة إرهابيين مثل أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة وأيضا الشيخ الضرير عمر سليمان الذي يتواجد في السجن الأمريكي لدوره في تخطيط هجمات إرهابية وظهر هؤلاء نتيجة حملات القمع ضد الإسلاميين بعد اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات في عام 1981.

وبالطبع سينتج تحالف غير رسمي بين المرتدين جذريا عن جماعة الإخوان وقدامى المحاربين من الجماعات الإرهابية القديمة التي من التسعينات تبحث لاستغلال الاضطراب وتطرف البدو في شبه جزيرة سيناء لتكون بؤرتهم الإرهابية لشن هجماتهم وتحقيق أهدافهم بزعزعة استقرار البلاد.

ولفت برينان إلى عام 1980 الأحداث التركية عندما أطاح الجيش بالحكومة والأحداث في الجزائر عام 1992 وعدد الأشخاص الذين قتلوا في الحرب الأهلية مما يشير إلى أنه لا يمكن لأحد أن يتصور المسار الدموي الذي يمكن أن تعانيه مصر بسبب العنف الإرهابي الذي يمكنه تحقيق نتائج لا تتوقع وتفوق الحصر.

واختتم برينان تقريره بقوله: "حتى الآن لم تحدد جماعة الإخوان أي مسار ستسلكه، إلا أن الأمر المؤكد أن مصر ستشهد مزيدا من العنف والأحداث الدموية".
الجريدة الرسمية