رئيس التحرير
عصام كامل

«تقاليع تحولت لحركات معارضة».. «هارلم شيك» رقصة أمريكية أمام «الإرشاد» بالمقطم.. «فيمن» تطالب بحقوق المرأة بالتعرى.. «احتلوا وول ستريت» تستلهم نشاطها

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

انتشر العديد من الجماعات المعارضة في العالم، والتي بدأت باحثة عن الحرية وتحقيق المساواة والعدل، ولعل أشهرها «هارلم شيك» والتي اشتهرت في البداية كرقصة ابتدعها مواطن أمريكي بنيويورك عام 1981، حين منعت ولاية ديترويت الأمريكية 30 من طلاب الثانوية بالولاية من متابعة حصصهم لمدة 5 أيام بعد أن أدوا الرقصة.


وتحولت الرقصة من وسيلة ترفيه إلى وسيلة للتعبير عن الرأي والمواقف السياسية لأعضائها المنتمين لها، ورقصة «هارلم شيك» يقوم بها شخص واحد باستخدام النصف الأسفل لجسده، أمام جمع من الناس الذين يبدون غير مبالين بما يحدث حولهم، وبعد ثوان تتحول الرقصة الفردية إلى رقصة جماعية بطريقة مفاجئة.

وشهدت مصر وتونس في الآونة الأخيرة احتجاجات من جماعة هارلم شيك، بعد أن احتشد العشرات في مصر أمام مقر جماعة الإخوان، اعتراضًا على هيمنة الإخوان على الدولة، وفي تونس احتشد العديد من الطلاب احتجاجا على سياسة الحكومة والحزب الحاكم للبلاد.

كما أجرت الولايات المتحدة الأمريكية تحقيقًا بعد أن نفذ مسافرون رقصة "هارلم شيك" على متن طائرة تجارية، فيما خسر 15 أستراليًا قاصرًا وظائفهم بعد أن رقصوا داخل إحدى محطات مترو الأنفاق، فضلًا عن القبض علي 4 طلاب مصريين لتأديتهم الرقصة وهم يرتدون ثيابهم الداخلية.

ومن أشهر الحركات المعارضة أيضًا، حركة "فيمن"، وهي حركة نسائية تدافع عن حقوق المرأة، وأصبحت معروفة عالميا بـ«التعري» لجذب الانتباه، وتعبيرًا عن احتجاجها للوضع السياسي في البلاد، وشهدت أوكرانيا مؤخرًا اعتراضات من هذه الحركة التي أسست عام 2007، بفضل آنا جوستول للحفاظ على حق المرأة المهدور.

وتضم الحركة أكثر من 700 عضو في أوكرانيا والذين انضموا للاحتجاجات التي شهدتها أوكرانيا مؤخرًا، اعتراضًا على قرارات الحكومة بشأن الانضمام للاتحاد الأوربي.

وأثارت الناشطة المصرية علياء المهدي جدلًا واسعًا، عندما انضمت لمنظمة "فيمن" وظهرت عارية في ستوكهولم في 21 ديسمبر عام 2012، احتجاجًا على الاستفتاء على الدستور المصري في عهد جماعة الإخوان، وانضم لها في احتجاجها أربع فتيات أوكرانيات، وبذلك وسعت الحركة الأوكرانية نشاطها من الاتحاد السوفيتي لتصل مصر والسعودية وإيران وإيطاليا وبريطانيا وتركيا ودول أخرى.

ومما لا شك فيه أن الاحتجاجات التي شهدها العالم العربي بداية من تونس ومصر أثرت في العالم واستحدث العديد من الحركات المعارضة ضد الدولة مثل حركة "المستاءين الإسبانية"، التي ظهرت في مايو عام 2011، وانتشرت بأوربا كشرارة أولى انطلقت من مدريد ووصل صداها إلى اليونان وألمانيا وإيطاليا وفرنسا وبلجيكا وبريطانيا، وتطالب هذه الحركة بمراجعة النموذج الديمقراطي الغربي.

وفي سبتمبر 2011، جاءت حركة "احتلوا وول ستريت" في الولايات المتحدة، مستلهمة نشاطها من ميدان التحرير، فيما ظهرت حركة "الجيل المعوز" في البرتغال في 12 مارس عام 2011، وشارك في الاحتجاجات ما بين 300 و400 ألف عاطل وشبه عاطل عن العمل تلبية لدعوة أطلقتها حركة "الجيل المعوز".

وفي 7 أبريل تمكنت جمعية "شباب بلا مستقبل" بإسبانيا، وهي جمعية تنشط في الأوساط الجامعية- من حشد عدة آلاف من المتظاهرين جابوا شوارع مدريد، رافعين لافتات كتب عليها شعار الجمعية "بلا مسكن، بلا عمل، بلا عون، بلا خوف".

وانضمت لهذه المظاهرات مبادرات أخرى حمل بعضها عناوين من قبيل: "لا تصوتوا لهم"، "دولة البؤس" في إحالة ساخرة إلى "دولة الرفاه" التي يبشر بها الخطاب السياسي السائد، وبفضل الإنترنت استطاعت نحو 40 جمعية طلابية يسارية أن تنسق فيما بينها.

ومن المؤكد أن هذه الحركات الاحتجاجية تمثل ورقة ضغط كبيرة ضد الفساد المنتشر في بلدان العالم ويتحقق مستقبل أفضل للبلاد بفضل جهود هذه الحركات التي تختلف مطالبها وفقا لنوعية الاحتجاج، ولكن جميع هذه الحركات ينشد بالعدل والحق.
الجريدة الرسمية