رئيس التحرير
عصام كامل

بارقـــة أمل


حالة من الكآبة تملكتني الأسبوع الماضي حينما شاهدت بعينى بيوت الأقباط فى نزلة البدرمان تحرق، وطفلة صغيرة إيفون بشري تلقى من سطح منزلها لتصاب بكسور وترقد فى المستشفى بين الحياة والموت ورجال الأمن معهم أسلحة وأجهزة لاسلكية يختبئون مثل الفئران خلف الزارعات يشاهدون بيوت الأقباط وهى تحرق دون أن يحركوا ساكنا!


هذه الصورة أصابتنى بحالة من الحزن الشديد ولكنها ليست صورة كاملة، إذ أن هناك على الجانب الآخر صورة مضيئة تبعث على الأمل والرجاء وهى صورة السيد عمرو موسي والاقتراع على مواد الدستور المادة تلو الأخرى وعزف السلام الوطني الذي أبكي العديد وبعث الأمل فى عودة الوطن الذي سرق لعام كامل كادت فيه مصر أن تصبح فى خبر كان وعلى أفضل الأحوال إمارة في الخيمة القطرية.

أكبر انتصار للدستور المصري المادة 244 التي نصت على ضرورة تمثيل عادل للمهمشين وهم المرأة والشباب والأقباط .

إنها ثورة وإنه انتصار لإرادة شعب وإصراره على التغييير وكلمة حق وهى أن الأقباط الذين عانوا سنوات طويلة من الحرمان والتهميش لوقت قريب ومن صور التهميش كتعيين وكلاء النيابة بنسبة 1 % والكليات الحربية شمل أقل من 1%.

المادة 244 هى انتصار للإرادة المصرية التى أثبتت بهذه المادة التحرر من التيار الاسلامى الذى كان مسيطرا ومهيمنا على لجنة الصياغة التى تحكم فيها أربعة أفراد مقابل ستة أفراد .

لقد كانت معركة انتصرت فيها أخيرا مصر، بكل تأكيد إن المادة 244 جاءت انتصارا ليس للأقباط فقط إنما لمصر وهذا العمل لم يكن ليتم إلا بتعضيد إخوتنا المسلمين الذين آمنوا بقضية الأقباط المهمشين منذ عقود مضت وقد حاول العديد من الأقباط أنفسهم تحت رداء الوطنية رفع شعارات لرفض التمييز الإيجابي إلا أن قضية الأقباط العادلة وجدت من شركاء الوطن آذانا صاغية وقلوبا مفتوحة لإصلاح الغبن الذى عانى منه الأقباط .

أتذكر في عام 2008 كتبت مقالا بعنوان التمييز الإيجابي ثم أعدت نشره بعد إضافة الواقع الحالى أتذكر جهاد كل الأقباط فى مصر وخارجها مطالبين بالتمييز ومفندين ادعاء العديد من الرافضين للتمييز وحججهم الواهية بأن الكوتة تقلل من قيمة الأقباط أنفسهم، وآخر يدعى أن التمييز سيكون فقط للقطاع المقرب من الكنيسة؛ ولكن الواقع أكد أن الحقوق تنتزع ولا تطلب.

فالشكر موصول والتقدير لمجهودات أعضاء لجنة الخمسين وعلى رأسهم السيد عمرو موسي، وإذ نشكر الأقباط الذين يعملون جاهدين من أجل مصر وقضاياهم خاصة المؤمنين بحقهم فى العيش والمشاركة العادلة وتحية وتقدير لكل من ساهم فى هذا الدستور خاصة من شارك للنهاية وتحيا مصر ودائما يرفع علم مصر رمزا للانتماء لترابها الحر.
Medhat00_klada@hotmail.com
الجريدة الرسمية