سهرة على السطوح.. مع "نجم" !
كان الاتفاق محددا وواضحا مع أسرة برنامج "ضي الليل" بالقناة الأولي المصرية.."هذا البرنامج لكبار الشخصيات المصرية والعربية"..كانت رئيس التليفزيون وقتها السيدة زينب سويدان تشرف علي البرنامج بنفسها..وهي التي أشرفت علي ملامحه وحددت أجور فريقه ..الإعلامية المرموقة عزة مصطفي والمخرجة المعروفة مها راغب ورئيس تحريره الذي هو العبد لله!
كانت الفكرة أن نستضيف ضيفا أساسيا ويستضيف الضيف شخصية أخري يريد أن يحاورها .. قبل عشر سنوات وفي 2003 كانت الانفتاح التليفزيوني في بدايته..يمكننا أن نستضيف أهم وأكبر فنان تشكيلي في العالم العربي صلاح طاهر..ويمكننا أن نستضيف الشاعر الفلسطيني الكبير سميح القاسم..ويمكننا أن نستضيف المثقف الكبير الدكتور سمير سرحان..وغيرهم وغيرهم..لكن..عند اختيار أهم وأشهر صعاليك مصر الشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم فعلينا أن نستأذن..لم يكن وقتها قد انطلقت عشرات الفضائيات المصرية وكان نجم ضيفا علي ما انطلق منها أو الفضائيات العربية..وكان لابد أيضا أن نوفر له أي أموال يطلبها اشتهر أنه يشترطها..وافقت رئيس التليفزيون علي الفور..متعهدة بتحمل كل ما سيقوله ووافقت أيضا علي توفير المبلغ الذي يطلبه..!
كانت ابنته زينب تتولي الاتفاق نيابة عنه في مثل هذه الأمور..وكانت ابنة بارة ..حسنة الخلق والخلقة..وكانت تهتم بشأن أبيها بشكل يدل عن طيب تربية قال هو بنفسه إنها ابنته تشربت منه لكنها مؤدبة لأمها!
ومع زينب جري الاتفاق..ومن زينب عرفنا أن يتنازل عن أجره لتليفزيون الحكومة..الحكومة التي يهاجمها نجم ليل نهار هي ورئيسها ورئيس رئيسها وكل أركانها..نقلت زينب رغبة والدها في ضمان عدم حذف أى شىء مما سيقوله..ورددنا علي الشرط بالوعد..ولكنه لم يدع الأمور تمر بين شرط ووعد..فتحدث إليّ ملطفا الأمر مازحا ساخرا من التليفزيون الذي وصف بأنه هو الذي يحتاج إلي الدعم شاتما في الوقت نفسه التليفزيون ووزيره وكل من فيه ..!
اختار شاعرنا الكبير الملحن المعروف حمدي رءوف ضيفا عليه في الحلقة التي تسببت في مد وقت البرنامج ..كان رءوف ملحنا موهوبا وخصوصا في الألحان المسرحية والاستعراضية..وكنا قد تعرفنا به في بروفات واستعدادات عمل مسرحي سابق هو "القصيرين" والذي قام ببطولته الفنان الكبير حمدي أحمد مع الراحلة خيرية أحمد ونجمة شابة اعتزلت بعدها مباشرة وتزوجت أحد أبناء عائلة الإبياري المسرحية الشهيرة وهي نيرمين صبري وهي ابنة رئيس اتحاد السينمائيين العرب زهير صبري..ومن بعدها اختفي رءوف نفسه !
رحب رءوف بالأمر..وقال إنه سيأتى خصيصا من الإسكندرية حيث يقيم..وله فقط شرط واحد ووحيد..حيث قال ....!
( وللحديث بقيه عن وقائع ما جري فوق سطوح منزل الشاعر الراحل في ليلة نادرة)..