رئيس التحرير
عصام كامل

"الأهمية والتاريخ".. جزر النزاع "سينكاكو- دياويو"غنية بالغاز والنفط..صراع صيني ياباني على السيادة البحرية في جنوب شرق آسيا..الاحتلال الأمريكي أشعل أزمة السيادة

جزر سينكاكو- ديايو
جزر" سينكاكو- ديايو"

ترجع أهمية جزر" سينكاكو- ديايو" المتنازع عليها بين اليابان والصين، لبعدها 400 كيلو متر جنوب جزيرة أوكيناوا اليابانية، و200 كيلو متر شمال شرقي جزيرة تايوان التي تطالب بأحقيتها أيضًا في الجزر، وتقع في بحر الصين الشرقي، وتبلغ مساحتها نحو ستة آلاف متر مربع، وتقدر المساحة الأرضية التي يشكلها مجموع الجزر وأخرى بجوارها تدعى سبراتلي 11 كيلومترًا مربعا.

الجزر عبارة عن صخور تظهر فوق الماء، لكن أهميتها تكمن في أنها بداية تحديد المنطقة الاقتصادية والمياه الإقليمية لليابان.

ويؤكد جيولوجيون أن الجزر غنية بالغاز والنفط، ومحاطة باحتياطيات غنية من الهيدروكربون، وتزخر مياهها بالثروة السمكية. في حين يرى اقتصاديون أنها تتمتع بموقع استراتيجي قريب من ممرات الملاحة البحرية، لذا ترى البحرية الصينية أن لديها إمكانية الوصول مباشرة إلى منطقة آسيا والمحيط الهادئ من خلال هذه الجزر - دون العبور من مضيق تايوان المزعج على حد وصفها.

يذكر أن اليابان انتزعت هذه الجزر كجزء من مشروعها الذي يهدف إلى بناء إمبراطورية يابانية كبرى بعد الحرب الصينية - اليابانية في العام 1894 وضم كوريا في العام 1905. 

السيادة على هذه الجزر غير معروفة ولم تتقدم أية دولة بمطالبات رسمية لضمها ولم تعترف أي دولة في العالم خاصة الولايات المتحدة الأمريكية بسيادة الصين أو اليابان على الجزر. 

وأصبحت الأمور أكثر تعقيدًا بعد الحرب العالمية الثانية، وكان المفترض أن تعيد اليابان للصين حيازتها الاستعمارية إلى الصين.

في الحرب العالمية الثانية استولت الولايات المتحدة على جزر سينكاكو إلى جانب أوكيناوا، قبل أن تعيد الاثنتين إلى اليابان في العام 1972.

ظل الصراع بين الصين واليابان بعيدًا عن التوتر والتهديدات المتبادلة بين الدولتين حتى أعلنت الحكومة اليابانية في سبتمبر شراءها هذه الجزر من عائلة تدعى كوريهارا بأكثر من 26 مليار دولار ما أشعل حالة من الغضب في الصين، وأرسلت ست سفن مراقبة إلى المياه المحيطة بالجزر، وسمحت الصين بخروج مظاهرات عارمة اجتاحت جميع المدن الصينية تطالب بإسقاط اليابان وحاول المحتجون اقتحام السفارة اليابانية.

دبلوماسيًا، خرج رئيس الوزراء الصيني في حالة من الغضب قائلا: إن الصين ستفرض بكل قوة سيادتها على كل شبر من أراضيها ولن تخضع بأي شكل من الأشكال للمساومة، مؤكدا أن عهد إذلال الصينيين قد ولى دون رجعة.

يرى مراقبون في الإعلان الصيني لمنطقة الدفاع الجوي تنفيذا لوعد الرئيس تشي جين بينج بتحقيق العظمة الوطنية الذي يجسده شعار "حلم الصين الكبير" بفرض الهيمنة الإقليمية المتمثلة في سيادة الصين على نحو 80% من بحر الصين الجنوبي، وفي إقامة "منطقة الدفاع الجوي لتحديد الهويات" في بحر الصين الشرقي، ما يرفع احتمالات النزاع المسلح مع اليابان، وكوريا الجنوبية حلفاء واشنطن.
الجريدة الرسمية