رئيس التحرير
عصام كامل

تسجيلات «المعزول»: ضغطنا على الجيش لإنجاح مرشحينا البرلمانيين.. الأمريكان وافقوا على تشكيل «حكومة إخوانية» وطالبوا بإبعاد السلفيين.. أبعدنا «البرادعي» عن رئاسة الوزراء وت

الرئيس المعزول محمد
الرئيس المعزول محمد مرسي

انفردت الزميلة «اليوم السابع» بنشر تسجيلات للرئيس المعزول محمد مرسي، عندما كان رئيسا لحزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان، وتحديدا في 14 يناير 2012، وهو اليوم الذي كانت تجري جولة الإعادة من المرحلة الثالثة والأخيرة لانتخابات مجلس الشعب، وأن النسبة التي حصدها حزب الحرية والعدالة حتى تلك اللحظة كانت تفوق ٣٠٪ من إجمالي المقاعد وكان الهدف من هذا الاجتماع هو النظر فيما بعد الحصول على أغلبية مجلس الشعب واتخاذ قرار بشأن المشاركة في السلطة.

وعلى منصة الاجتماع الذي عقد في القاعة العلوية بالفيلا رقم ٥ بشارع ١٠ بالمقطم؛ حيث يوجد مقر مكتب إرشاد جماعة الإخوان جلس ١٠٨ من أهم قيادات الجماعة على مستوى الجمهورية يشكلون نحو ٨٧٪ من أعضاء مجلس شورى عام الإخوان على مستوى الجمهورية، وعلى منصة الاجتماع جلس الدكتور محمد مرسي - رئيس حزب الحرية والعدالة آنذاك ورئيس مصر المعزول فيما بعد - يستعرض الوضع الانتخابي للإخوان فيما كان يجلس إلى جواره كل من الدكتور محمود حسين - أمين عام الجماعة - والدكتور محمد بديع - المرشد العام للإخوان -.

بدأ مرسي حديثه بأنه يتوقع أن تنتهي الانتخابات بحصول الإخوان على نحو 230 أو 235 مقعدا في مجلس الشعب، وقال بلهجة تملؤها الثقة: «يمكن يبقى الموضوع في حدود 230 ولو بقى 235 يبقى جيد بالنسبة لنا وده الحد الأقصى اللي نتوقعه مع نهاية الانتخابات.. حضراتكم عارفين إن عدد المقاعد في البرلمان 498 وفيه 10 معينين يعني 508 يعني الـ50٪ تبقى 254 وده إجمالي الصورة».

وقبل أن يكمل حديثه لاحظ مرسي أن شابا يحمل كاميرا ويسجل ما يدور في الاجتماع فتوقف عن الحديث ومال على محمود حسين، وسأله في همس بلهجة تخفي كثيرا من الهواجس والظنون وراءها: «حضرتك بتسجل الكلام ده يا دكتور محمود؟».

أراد حسين أن يطمئنه فرد قائلا: «التسجيل هيجبهولنا إحنا مش هيطلعوا منه حاجة» وأضاف: «مبننشرش منه حاجة خالص».

واعتدل محمد مرسي في جلسته بعد أن اطمأن لأمر التسجيلات ثم استأنف حديثه عن الوضع الانتخابي لحزب الحرية والعدالة وقال: ده الوضع بالنسبة للوضع الانتخابي وده معقول، مستهدفاتنا كانت أعلى من كده قليلا لكن ده جيد، وكنت عايز أقترح على فضيلة المرشد إن إخواتنا اللي عندهم انتخابات النهاردة ينصرفوا بعد ما نخلص الفقرة المهمة؛ لأن وجودهم في دوائرهم مهم جدا خاصة مسئولي المكاتب الإدارية.

ولم ينس مرسي أن يتحدث عن موقف عدد من المرشحين الذين يخوضون انتخابات جولة الإعادة في ذلك اليوم مثل هاني جاد الرب - مرشح الحرية والعدالة على مقعد العمال فردي في دائرة بنها -، وطارق قطب - مرشح العمال فردي في دائرة المنصورة - لكن اللافت أن مرسي اعترف في ثنايا حديثه بأن الإخوان مارسوا ضغطا على المجلس العسكري آنذاك لإنجاح بعض المرشحين.

قال مرسي نصا: «بنها عندها تحدي ضخم جدا إلى أبعد حد والمقصود يطيروا هاني مرشح العمال اللي مع محسن راضي، وأظن أنهم هيطيروه وأتوقع يطيروا طارق قطب في المنصورة.. عايزين نضغط على أد ما نقدر وإحنا ضاغطين على الجماعة بتوع الجيش في هذا الجانب بشكل عالي جدا؛ لأن بعض الأسباب تعود إليهم».

وواصل مرسي حديثه عن موقف مرشحي الإخوان في عدد من المحافظات الأخرى قائلا: «برضه هياكلوا من جنوب سيناء بالتأكيد.. لنا فيهم مكانين هياكلوا منهم واحد، وقنا طبعا الغول والكلام اللي هو بيعمله وضروري نقف مع إخوانا عشان البلطجة اللي بيستخدمها الغول في قنا».

كما عرض الرئيس المعزول، طبيعة السياسة التي اتبعتها الجماعة للتعامل مع القوى السياسية والتي يمكن وصفها بسياسة الاستفراد أو الجلوس مع كل طرف على حدة بهدف كسر حدّة حركة التيارات المعارضة للإخوان آنذاك وكان أبرزها قائمة «الثورة مستمرة»

وقال مرسي: «زارنا السيد البدوي قريب، احنا بنحاول نكسر حدة الحركة الثانية.. بعض الناس اللي ليها عدد قليل جدا من المقاعد.. مقعد أو اتنين تقريبا لغاية دلوقتي.. بيتحركوا بشكل مزعج جدا واحنا بنحاول نوجد جو أهدا شوية».

وأضاف: «بنقعد مع أبو الغار لوحده وبنقعد مع السيد البدوي لوحده في إطار كلام عام لكن اللي بيسمع 230 و235 مقعد في مجلس الشعب مبيجادلش كثير يمكن الله أراد متبقاش نسبتنا 50٪ مع إنها قريبه لأنها أقل حدة.. يمكن في مكان لـ40 أو 50 أو 60 عضو من اتجاهين تلاتة آخرين ينضموا وتتكون الأغلبية المريحة».

ثم انتقل مرسي في معرض حديثه عن القوي السياسية إلى حزب النور وكان واضحا من كلامه أن العلاقة بين الطرفين لم تكن في أفضل حالاتها ربما بفعل المنافسة الانتخابية الناشئة آنذاك؛ قائلا: «إخوانا بتوع حزب النور متلخبطين شويتين تلاتة واحنا بنحاول نصبر عليهم عشان متبقاش الصورة إن في حد له 25٪ من البرلمان وملوش مكان تبقي مسألة فجة شوية لكنهم ذهبوا إلى اتجاهات أخرى ومنجحوش في المسألة دي حتي الآن».

وشرح الرئيس المعزول، تفاصيل التحالف الانتخابي الذي مكن الإخوان من الحصول علي الأغلبية داخل مجلس الشعب؛ وقال: «الموقف العام جيد بفضل الله سبحانه وتعالى ومازال هناك عدد محتاجينه لتكوين أكثر من 50٪ وإحنا بالتنسيق مع مكتب الإرشاد علي مدى اليوم والساعة بنحاول قدر المستطاع نوجد نوعا من التحالف القوي والفعال بالاتصال بالآخرين».

وأضاف مرسي: «هناك تفاصيل كثيرة في هذا الموضوع ربما لايتسع الوقت أننا نتكلم فيها لكن غالبا سننجح في إيجاد الأغلبية المتآلفة المتحالفة ومعظم الناس اللي لها تأثير وبتقدر وبتفهم بتقول خلاص اللي عنده 235 من 250 يجب أن يؤول ويؤوب إليه الجميع من أجل إيجاد الأغلبية المستقرة في المجلس علشان الجلسات تمشي».

وذكر الرئيس المعزول خلال استعراضه معلومات مهمة تفسر طبيعة العلاقة التي جمعت الإخوان بسامي مهران أمين عام مجلس الشعب الذي ثار جدل فيما بعد حول تواطؤ محمد سعد الكتاتني رئيس مجلس الشعب السابق معه لاسيما بعد أن أصر علي اصطحابه معه في جولته إلي الكويت رغم صدور قرارات بمنعه أي مهران من السفر بسبب اتهامه في عدد من القضايا أمام جهاز الكسب غير المشروع.

وأكد مرسي أن مهران تعاون مع عدد من نواب الإخوان قبل أن يبدأ مجلس الشعب العمل بحوالي أسبوعين حتي يتمكنوا من الإشراف علي الشئون الإدارية لمجلس الشعب: وقال نصا «إخوانا راحوا المجلس وتعاونوا مع سامي مهران أمين عام المجلس للتأكد من أن المسائل مترتبة وأن عنده الاصطف بتاعه وأن القاعة بتشتغل لأن دي مسئولية بنعتبر أن احنا لازم نقوم بيها بعد كده».

عاد مرسي مرة أخرى إلى الحديث عن كيفية الحصول علي أغلبية مجلس الشعب والسيطرة علي المناصب المهمة فيه؛ وقال:«كل يوم فيه اتصالين تلاتة وأربعة مع كل القوى والكل بيحاول يوجد لنفسه موضع قدم بطرق متعددة واخوانا واخدين بالهم من الموضوع معظم الناس بيتكلموا علي أن رئيس المجلس لابد أن يكون من الإخوان مفيش حد شذ عن هذا.. الكلام عن الوكلاء يبقوا منين.. واللجان فيها كلام كتير».

وتعرض مرسي بعد ذلك إلى مناقشة نقطة في غاية الأهمية تكشف حقيقة النقاش داخل الإخوان حول الاستئثار بالسلطة وأن المجموعة التي رأت وقتها ضرورة أن تتروى الجماعة قليلا في الهرولة باتجاه السلطة كانت نسبتها قليلة للغاية أو محدودة بحسب تعبيره.

وطمأن الرئيس المعزول محمد مرسي قيادات جماعة الإخوان على التنسيق مع القوى الخارجية خاصة الولايات المتحدة؛ لكنه وقع في اعتراف آخر خطير، حين أكد أن القوى الخارجية لديها تحفظات علي أن يشكل الإخوان حكومة ائتلافية مع حزب النور وهو ما انصاعت إليه الجماعة بالفعل حتى عندما تولى مرسي رئاسة الجمهورية.

وقال مرسي نصا: «مفيش حد بيجادل في الجماعة اللي بيزرونا من بره.. نائب وزير الخارجية الأمريكي أو غيره من السفراء الكبار وسفراء أمريكا وفرنسا مفيش حد بيجادل سواء في نتيجة الانتخابات أو الحكومة اللي هتخرج منها لكن الجميع متحفظ أن تكون الحكومة ائتلافية مع السلفيين وربما هذا مكر في السياسة».

وحدد مرسي الخطوات التي ستتبعها الجماعة لتشكيل الحكومة في المرحلة الانتقالية؛ قائلا:«خلاصة القول تأجيل الكلام عن تشكيل الحكومة لغاية إما المجلس ينعقد وربما شهر اتنين يبقي في كلام ومشاورات مع الحكومة الموجودة عشان خدمة الناس.. لكن في شبه اتفاق علي أن الإخوان تكون حكومة».

وانتقل مرسي بعد ذلك للحديث عن موقف القوى السياسية من تشكيل الإخوان للحكومة في محاولة واضحة للإيحاء بأن الجميع في مصر من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار متفق علي ضرورة أن يشكل الإخوان الحكومة؛ وقال: كان لنا لقاء مع أبو الغار قريب وقال أنا مستغرب انكو بتقولوا مش هنشكل حكومة دلوقتي وقال الناس هتلومكوا لو مشكلتوش حكومة عشان متوقعين منكو تعملوا حاجة وهو المجلس هيعمل حاجة لوحده".

واستشهد مرسي بتصريحات أدلى بها الكاتب الصحفي فهمي هويدي في أحد البرامج التليفزيونية أكد خلالها أنه لا يوجد دولة في العالم يطالب فيها أحد بألا تشكل الأغلبية البرلمانية الحكومة.

الجريدة الرسمية