رئيس التحرير
عصام كامل

مشعل: مكانة "مرسى" والمخابرات المصرية تعزز فرص نجاح المصالحة الفلسطينية.. وإسرائيل لن تعترف بحقوقنا إلا بالمقاومة.. و"حماس" لا تدعم أى زعيم عربى يخوض معركة ضد شعبه

خالد مشعل رئيس المكتب
خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس

أكد رئيس المكتب السياسى لحركة حماس خالد مشعل، أن الثقل الكبير الذى ألقاه الرئيس الدكتور محمد مرسى من أجل المصالحة الفلسطينية ومعه جهاز المخابرات المصرية يعزز من فرص نجاحها، وإتمامها على النحو الذى يضمد جراح الفصائل المتناحرة والعمل على توحيد جهودها لمواجهة الاستيطان الإسرائيلى.


وقال مشعل فى حوار مع صحيفة "الدستور"، الأردنية نشرته فى عددها الصادر اليوم الثلاثاء إن فرص نجاح المصالحة الفلسطينية الآن أفضل من ذى قبل وأن الظروف تخدم نجاحها وعلى رأسها الواقع السياسى منذ حرب غزة وانتصار المقاومة والاعتراف بالدولة الفلسطينية فى الأمم المتحدة وبناء الثقة بين حركتى فتح وحماس وجهود اللقاءات السابقة التى عقدت فى هذا الإطار فى مصر وقطر".

وأضاف مشعل أن ما تم بعد لقاء القاهرة هو الاتفاق على بدء التطبيق العملى لملفات المصالحة الخمس، الحكومة والانتخابات والحريات والمصالحة المجتمعية ومنظمة التحرير الفلسطينية، وهى ملفات تسير بشكل متواز وهذا ما أكدته لقاءات الرئيس الفلسطينى محمود عباس "أبومازن" وحماس ومعهما الدور المصرى الرئاسى والأمنى"، مشيرا إلى أنه تم وضع جدول زمنى لتنفيذ "ملفات المصالحة".

وردا على سؤال حول أثر الانتخابات الإسرائيلية على جهود المصالحة، قال مشعل: "هو نفس الموقف الإسرائيلى الذى يعمل على تعميق الانقسام".
وأشار إلى أن الموقف الإسرائيلى بخصوص التسوية والمفاوضات هو العقدة وهو السبب، لافتا إلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يمارس لعبة كسب الوقت والخداع والتضليل.

وأكد أن اسرائيل ستظل هى المسئولة عن إفشال الجهود وتحقيق السلام، معربا عن اعتقاده بأن حكومة نتنياهو بعد الانتخابات الإسرائيلية ستكون هشة وضعيفة وهذا سيتخذ ذريعة للمماطلة ولعبة الوقت لذا علينا البحث عن استراتيجية مختلفة كعرب.

وأضاف مشعل أن من ضمن هذه الاستراتيجية اللقاءات وخيارات المقاومة وتوحيد الجهد العربى.. ونحن على هذه القاعدة نرحب بأى جهد إقليمى أو موقف عربى أو أمريكى أو شرقى.. وتظل نقطة البدء من عندنا".

وردا على سؤال حول جدية الموقف العربى من المصالحة الفلسطينية، قال خالد مشعل: الجميع يلح علينا بذلك.. والظرف جيد عربيا وليس فقط مصر والأردن بل العرب جميعا مع المصالحة"، مضيفا إن كل ما اتفقنا عليه فى القاهرة والدوحة نحن ملتزمون به.

وحول القلق العربى من عدم الجدية فى تحقيق المصالحة الفلسطينية منذ اتفاق مكة، رأى مشعل أنه لا يصح أن يظل العربى عند ذلك الموقف، وقال إن العرب يعلمون أن هناك عوائق خارجية و"فيتو"، عالميا وموقفا إسرائيليا يصب النار على الانقسام.. وكلنا متألمون من الانقسام".

وأضاف: نحن نقول للعرب إننا خطونا خطوات جدية تساعدنا لتوفير شبكة أمان لتوثيق عرى المصالحة للوصول إلى المحطة النهائية.. لذا يجب دفعنا لتحقيق ما نصبو إليه من توحيد الصف".

وحول انعكاسات الربيع العربى على أولوية القضية الفلسطينية لدى الشعوب العربية، أشار مشعل إلى أن الربيع العربى هو معبر عن تطلعات الشعوب العربية للحرية وهو حق للشعوب وله تجلياته وتعبيراته ومواقفه ولكنه يظل حق الأمة وأنه يشكل حالة نهوض ويصب فى صالح القضية الفلسطينية"، مؤكدا ثقته فى أن فلسطين ستبقى أولوية العرب الأولى جميعا وستظل حاضرة فى بوصلة الأمة وإن انصرفت الأنظار لحظيا عن فلسطين.

واعتبر مشعل أن احتفال حركة فتح فى ذكرى تأسيسها مظهر مهم لعودة الأجواء الطبيعية فى الضفة الغربية وقطاع غزة وهو رسالة للجميع بألا أحد ينفرد ولا يلغى الآخر، وقال: نحن نحتاج فى قضية فلسطين إلى ذلك التضافر فى الآراء جميعها".

وأكد مشعل أن العدو الإسرائيلى أدرك أن غزة ليست لقمة سائغة للاحتلال، مشيرا إلى أن غزة شريط ساحلى يفتقد للتضاريس التى تساعد على المقاومة لكن وجود مفهوم عام وجهد لصناعة بنية تحتية للمقاومة جعل هناك كلفة لأى اعتداء إسرائيلى وهو درس للعرب ولنا بأن المقاومة هى الخيار الأفضل ومعها المقاومة السياسية والشعبية والإعلامية والقانونية.

وقال مشعل إن العدو الإسرائيلى لن يسلم بحقوقنا إلا بالمقاومة"، معربا عن اعتقاده "بأن غزة هى نموذج وهاجس نأخذ منه العبرة ونستفيد منه وعلينا أن نعظم القوة الفلسطينية والطاقة الوطنية".

وحول الهجوم السورى على حركة حماس وصف مشعل ما يجرى فى سوريا بأنه جريمة كبيرة ضد الشعب والبلد، وقال: "كلنا متألمون وشعبها عزيز ولا ننكر دعم النظام السورى لنا فى سنوات ماضية .. لكن هذا لا يبرر له ما يفعله اليوم".

وتابع مشعل: "إذا كان النظام السورى قد دعمنا بحقنا فى المقاومة.. فنحن لا ندعم أحدا أو أى زعيم يخوض معركة ضد شعبه"، مضيفا: "نحن جزء من الأمة العربية ومنحازون للشعوب وآمالهم فى الحرية والكرامة والإصلاح".

وحول تطورات علاقة حماس مع الأردن، أعرب مشعل عن سعادته بزيارة الأردن الشقيق وهى محطة من سلسلة لقاءات ومحطات، مشيرا إلى أنه التقى خلال زيارته الحالية للمملكة العاهل الأردنى الملك عبدالله الثانى ورئيس الوزراء ومدير المخابرات، واصفا أجواء اللقاءات بأنها مشجعة وشفافة وصريحة بما يخدم مصلحة الطرفين.

وأشار مشعل إلى أنه لم يتم خلال تلك اللقاءات الحديث عن عودة مكاتب حماس للأردن، وقال "إن ما يهمنا التشاور والتنسيق فى المواقف بصرف النظر عن الأشكال"، مؤكدا أن المهم أن تنشأ حالة من الثقة والتواصل الدائم بما يخدم مصالح القضية الفلسطينية.
الجريدة الرسمية