بالفيديو والصور.. إغراق مصر بالملابس المهربة عبر "بحيرة المنزلة".. المهربون يتقاتلون على حصيلة أعمالهم المشبوهة.. غياب الأمن دفع البلطجية لتغيير نشاطهم.. مهرب: الحاوية تتكلف 50 ألف جنيه وننقل 10 يوميا
لم ينته سيناريو البلطجة والإجرام والتعديات وفرض الإتاوات وتهريب الأسلحة ببحيرة المنزلة والمعروفة بأنها أكبر بؤرة إجرامية داخل مصر والتي تربط بين 3 محافظات هي "الدقهلية ودمياط وبورسعيد"، عند هذا الحد بل ظهر مؤخرًا ما يسمى "تهريب حاويات الملابس المستوردة من البحر المتوسط" إلى التجار بالمحافظات، لتتسبب في ضياع أرواح المهربين عند اختلافهم أثناء تقسيم المبالغ المالية حصيلة التهريب وضياع الرسوم الجمركية على الدولة، واحتلت مدينة المطرية التابعة لمحافظة الدقهلية العقل المدبر والمنفذ لعمليات التهريب.
"فيتــو" اخترقت مافيا تهريب الملابس المستوردة وشرح أحد مهربى الملابس ما يحدث قائلا: دفعنا الغياب الأمنى ببحيرة المنزلة عقب ثورة 30 يونيو إلى اللجوء للتهريب، لأن الميناء يرفض إنهاء أوراق البضائع الكبيرة لإدخالها إلى البلاد، فدفعهم الأمر إلى اللجوء إلى أهالي المطرية والصيادين وأصحاب المواتير ليهربوا لهم البضائع من البحر المتوسط إلى مدينة القنطرة عن طريق نقل البضاعة من المراكب المستقرة بعرض البحر المتوسط إلى مدينة المطرية ومن ثم نقلها إلى القنطرة عن طريق البر.
وأضاف يتم الاتفاق مع أحد العصابات ببحيرة المنزلة على نقل الحاوية بمبلغ يترواح بين 20 ألفًا و50 ألف جنيه، فتحمل البضاعة داخل مركب أو موتور ويتم تقسيم الحاوية على 8 مواتير يكون أجرة الشخص الواحد في النقلة 200 جنيه ويكون داخل الموتور أكثر من 8 أشخاص وهم صيادون، وننقل يوميا ما يزيد على 10 حاويات أو 15 حاوية.
وأضاف: "نحن أجرية ليس لنا دور سوى تحميل البضاعة فقط، ولكن العصابات تتفق مع تجار ملابس من أصحاب شركات كبيرة بمصر وتقوم تلك الشركات بتوزيع البضائع للمحال"، مؤكدًا أن مستخلصى الجمارك في ميناء بورسعيد متوالسون معنا في عمليات التهريب.
وأوضح المهرب أن الآن العصابات ألغت نقل البضائع إلى مدينة المطرية بعد مصرع 4 منهم أثناء عملية التهريب لاختلاف بينهم على الأسعار، فانفصل أطراف العصابة لينتقموا بقتل 4 منهم، كما أوضح أن جميع المهربين من مدينة المطرية بمحافظة الدقهلية.
وفجر مفاجأة من العيار الثقيل وقال إن ضابطًا كبيرًا بوزارة الداخيلة له يد في عمليات التهريب ويحدد الأيام المسموح فيها التهريب، فنقوم بنقل البضائع أما داخل منطقة القباوطى في بورسعيد عندما يكون هناك تشديدات أمنية، أو نقلها إلى مخازن داخل بحيرة المنزلة أو إلى مدينة المطرية.
وفى مدينة المطرية يعيش الصيادون مأساة بسبب التهديدات التي يتلقونها من عصابات التهريب بعدم الإبلاغ عنهم أو الإفصاح عن أسمائهم.
وتحدث أحد الصيادين ويدعى "محمد. ح"، قائلا: إن ظاهرة تهريب الملابس ظهرت بمدينة المطرية منذ شهر بسبب الغياب الأمنى، فالعصابات التي انتشرت ببحيرة المنزلة والتي تفرض الإتاوات والبلطجة والخطف في البحيرة تحولت إلى تهريب الملابس لما له من مكاسب كبيرة.
وأضاف: فوجئنا بمقتل 4 من البلطجية من أبناء المطرية الذين يعيشون ببحيرة المنزلة، واتضح أن تهريب الملابس كان السبب وراء مقتلهم، لتنتشر الأخبار بالمطرية ويقف الصيادون يتربصون أي من عمليات التهريب لإحباطها، فاضطر زعماء العصابات لتغيير خططهم.
وتابع: عاشت مدينة المطرية حالة ذعر منذ 3 أيام بعد اختلاف عائلتين تعملان بتهريب الملابس، فأطلق أحد المهربين النار من بندقية آلية على الأهالي فأصاب اثنين وفر هاربًا إلى دمياط.