رئيس التحرير
عصام كامل

شكرا عمرو موسى


عندما جاءت نتيجة التصويت علي إحدى مواد مشروع الدستور بالرفض لم يمارس رئيس لجنة الخمسين عمرو موسي علي أعضاء اللجنة أي ضغوط لكي يسحبوا اعتراضهم علي المادة، ولم يقم بإعادة التصويت عليها فورا، وإنما قرر عقد اجتماع جديد مغلق للأعضاء لإعادة المناقشة مرة أخري حول هذه المادة سواء بالتعديل أو بإلغاء.. وهذا ما حدث بالنسبة لثلاث مواد أخري في مشروع الدستور.. وهذا التصرف يختلف جذريا عما حدث في لجنة الإخوان التي رأسها المستشار الغرياني الذي ظل يمارس الضغوط علي أعضاء اللجنة حتي يوافقوا علي مواد صاغها الإخوان لهم في دستور ٢٠١٢.


وهكذا الفارق بين عمرو موسي والخضيري هو أشبه بالفارق بين السماء والأرض.. إنه فارق شاسع جدا، لأنه الفارق بين رجل الدولة المسئول ورجل الجماعة المتآمر!.. لذلك يتعين أن نسجل لأعضاء لجنة الخمسين حسن اختيارهم لموسي لكي يتولي رئاسة اللجنة.

لقد شهدت اللجنة العديد من الأزمات، أبرزها أزمة مواد الهوية، وأزمة مواد القضاء، وأزمة المواد الخاصة بالقوات المسلحة والمحاكمات العسكرية، وأزمة المواد الخاصة بتشكيل الحكومة، وأزمة مواد الكوتة، وأيضا أزمة مواد مجلس الشوري.. ومع ذلك قاد عمرو موسي سفينة اللجنة وسط كل هذه الأمواج العاتية بحكمة واقتدار للوصول إلي أكبر حد من التوافق حول مشروع الدستور، ونجح في تجاوز الكثير من الأزمات التي كان من الممكن أن يفجرها وتعطل إعداد الدستور الجديد.

بل إن عمرو موسي قاد اللجنة لكي تنتج دستورا أفضل بكثير من دستور ١٩٧١ وليس فقط دستور ٢٠١٢ الإخواني.. لذلك يستحق الرجل منا تحية كبيرة.. لأنه في الوقت الذي كان فيه مرشحون آخرون سابقون للرئاسة مشغولين بمؤامراتهم الصغيرة قاد عمرو موسي عملية إعداد دستورنا الجديد.. وهذا هو الفارق بين مع يعمل من أجل مصر ومن يعمل من أجل نفسه أو من أجل أمريكا.
الجريدة الرسمية