بالصور.. متحف أحمد عرابي بالشرقية خرابة
في الدول المتقدمة وخاصة الأوربية يحولون منازل الزعماء إلى أماكن سياحية تخلد لذاكراهم ويتوافد الجميع على زيارتها، لكن في مصر تحول متحف الزعيم أحمد عرابي إلى خرابة تأتي إليها الفئران والكلاب لتسكنها واتخذها متعاطو المخدرات وكرًا لهم.
وتحول المتحف من أحد أهم المزارات السياحية بالمحافظة إلى مكان مهجور (خرابة) على حد ما وصفه أهالي قرية "هرية"، وذلك بسبب التجاهل التام من بعض مسئولي المحافظة لتلك القيمة العظيمة، التي تتمتع بها المحافظة، ومن الممكن اعتبار ذلك التجاهل أحد أكبر الجرائم التي تمارس في حق مواطني المحافظة وفي حق تاريخ عظيم لأحد أهم أبطال الشرقية، الذي بسبب بعض المسئولين تحول إلى صفحات مطموسة في كتب التاريخ بل في الثقافات أيضا لذلك لا يمكننا أن نلوم بعض الدول المتقدمة عن وصفنا بشعوب العالم الثالث، فمن حكم بالإعدام على تاريخه حكم بالإعدام على مستقبله ومن ليس له ماض ليس له مستقبل، وهؤلاء الأبطال أمثال الزعيم "أحمد عرابي" هم من نقشوا على الحجر الماضي والحاضر وحددوا ملامح المستقبل بالنسبة لتلك الأمة التي عجز بعض المسئولين عن استكمال الإعلاء من شأنها.
متحف أحمد عرابي يضم سردًا لتاريخ أبرز الأحداث التي مرت على الشرقية وضم المتحف أربعة مجموعات تتعلق المجموعة الأولى بالزعيم أحمد عرابي؛ حيث تضم لوحات تاريخية وتماثيل نصفية ووثائق تتعلق بالزعيم ورفاقه.
أما المجموعة الثانية فتخص العادات والتقاليد والتراث الشعبي لمواطني محافظة الشرقية.
ومن أبرز المعالم التي تم التخلص منها في المتحف إحدى القنابل التي تم إلقاؤها على مدرسة بحر البقر، ولم تنفجر وتم وضعها في متحف هرية رزنة، وبعض مقاعد المدرسة المدمرة وبعض حقائب وملابس التلاميذ الملطخة بدمائهم.
أما المجموعة الرابعة فهي مجموعة الآثار التي خرجت من مناطق أثرية في محافظة الشرقية وتضم تماثيل معدنية للإلهة باستت وتمثالا على شكل أبو الهول وتمائم وأواني فخارية وحجرية وتماثيل لأفراد من أحجار ومعادن وأقنعة ومجموعة من الحلي وموائد القرابين وتماثيل أوشابتي وغيرها.
قال عبد الفتاح عرابي - حفيد الزعيم "أحمد عرابي"-: إن المتحف أغلق من قبل المسئولين بحجة الترميم رغم أنه منذ أن أغلق المتحف لم يشهد أدنى أعمال ترميم وأغلق على ذلك حتى الآن وهذا هو الشيء الغامض بالنسبة إلى الجميع.
كما أعرب عبد الفتاح عرابي عن استيائه من تناسي مسئولي المحافظة أسرة البطل وتجاهلوا تكريمه في عيد المحافظة وفي كافة المناسبات الرسمية.
كما أشار الحفيد إلى أنه لم يعد زيارات بالنسبة للمتحف منذ أكثر من عام، ويرجع ذلك لتجاهل المسئولين لتلك القيمة العظيمة للمحافظة.
ويبدي عبد النبي حجازي - أحد أهالي القرية - استياءه الشديد من انعدام الزيارات للمتحف، ويرجع السبب في ذلك تجاهل المسئولين في دورهم نحو ذلك المتحف ذي القيمة العظيمة، كما أوضح أن ساحة مسجد عرابي تحولت إلى وكر للإتجار وتعاطي المواد المخدرة.
كما قالت إحدى نساء قرية هرية: إنه أثناء الليل أمام المتحف يجتمع مجموعة من الشباب ممن يتعاطون المواد المخدرة الأمر الذي يجعل نساء هذا المكان غير شاعرين بالأمان مطلقًا ولديهم تخوفات من الخروج من منازلهم أثناء فترة المساء؛ خوفًا من الاعتداء عليهم، وذلك بسبب غياب الدور الأمني في ذلك المكان تحولت المنازل إلى (حبس ليلي) بالنسبة إليهم، كما أعربت عن استيائها من تلك المناظر المسيئة لسمعة ذلك المزار السياحي العظيم.
وأشارت إلى أن أهالي المنطقة المجاورين للمتحف يقومون بجمع مبلغ مالي كل فترة من كافة المنازل المجاورة للمتحف من أجل تنظيف المتحف من القمامة التي تملأ أرجاءه وهم أيضا من يقومون بقص الأشجار وتنظيفها بسبب ما بها من حشرات ذلك؛ بسبب غياب دور المتحف في ذلك الأمر.
كما أعرب محمد إبراهيم عن استيائه من المنظر الخارجي للمتحف وتركه هكذا على ذلك الشكل غير الحضاري والإقلال من قيمته.
حيث أشار إلى أنهم يجمعون المال في محاولة لإظهار ذلك المكان بالصورة التي تليق به ولكن لا يسعهم التصرف في المبنى أي من ناحية الترميم التي أشار إليها الحفيد أن المبنى مهشم الزجاج من جميع الجوانب إضافة إلى تآكل الجدران، وذلك إضافة إلى الواجهة التي هي عنوان المتحف.
وأضاف: هناك تساؤل من أهالي القرية أين تذهب الأموال التي تضخها محافظة الشرقية للقيام بأعمال المرافق بذلك المبنى؟ الأمر الذي يثير شكوكهم عن كيفية التصرف في تلك الأموال ويضع مجالا للريبة بنفوسهم.