رئيس التحرير
عصام كامل

مصر والعودة إلى المخلوع


كثير من الأسئلة تحيط بحاضر مصر ومستقبلها رغم سقوط النظام الإخواني وبزوغ نجم الفريق السيسي كمرشح قوي محتمل لرئاسة الجمهورية.

ليس مؤكدا أن نجم الإخوان قد أفل إلى غير رجعة، وليس مؤكدا أيضا أن فلول نظام المخلوع قد غادروا الساحة نهائيا، بينما هم يصرون على ألا استقرار ولا مستقبل لمصر دون عودتهم للسلطة، لأن الله خلقهم للحكم وآتاهم الحكمة والسلطة وفصل الخطاب، من وجهة نظرنا، فعودة (المخلوعيزم) إلى السلطة هو الخطر الأكبر لأن (الإخوانيزم) بأنواعها وتفرعاتها الوهابية السلفية الإرهابية كانت إحدى ثمار المخلوعيزم وها نحن الآن نحصد هذا المرار في حاضرنا وربما في مستقبلنا.


المبشرون بعودة «المخلوعيزم» يطلون الآن بنشاط على عدة جبهات وهم لا يشيدون بمبارك شخصيا كون عمره الافتراضي قد انتهى، لكنهم لا يملون من الإشادة بالحاج رأفت وعباقرة أمن الدولة ولا بأس من التنويه بفضائل العادلي و(أفضاله) التي يعرفها هؤلاء والتي نعرف نحن عكسها من دون أن يقدموا لنا تفسيرا مقنعا لسبب انهيار تلك (الجبهة الصلبة) خلال مدة لم تتجاوز الثمانية عشر يوما من الضغط الداخلي والخارجي!!.

لماذا لم يسأل فلول المخلوعيزم الذين يطالبوننا الآن بدفع فاتورة خلع الإخوان كاملة مع الأرباح، أنفسهم من الذي سلمنا لقمة سائغة لهم وكيف أثمرت صفقات الحاج رأفت وهدايا الشوكولاتة السويسرية 88 مقعدا للإخوان في برلمان 2005 وأغلبية الثلثين في برلمان 2011 ولماذا أقدم أحمد عز على الإطاحة الكاملة بالإخوان في برلمان 2010 ما لم يكن مطمئنا اطمئنانا كاملا لتقييمات الفريق الأمني للمخلوع بأن كل شيء تحت السيطرة وتمام يا أفندم!!.

لماذا لم يسأل فلول المخلوعيزم أنفسهم لماذا صمد النظام السوري ثلاثة أعوام في مواجهة ذات الفريق الذي شق طريقه في مصر كالسكين في الزبد؟!.

ولأننا لسنا من المعجبين بالبعث السوري إلا أن هذا يكشف مدى هشاشة التركيبة الأمنية والثقافية والسياسية للمخلوعيزم وأن طنطنات فلوله المتواصلة الآن لا تعدو كونها خداعا للذات ولمصر التي لم تعد تحتمل انتكاسة جديدة بوصول الإخوان وحلفائهم للحكم مرة أخرى.

الذين يزينون للسلطة القائمة الآن في مصر أو تلك الآتية إقصاء التيارات الوطنية من ساحة السياسة والحكم بطريقة فوقية، وفقا لنصوصهم المكتوبة يعيدون إنتاج عصر الصفقات الفاشلة، عصر العصير والشوكولاتة السويسري الذي أورثنا كل هذا الخراب والدمار.

(لَا تَكُونَنَّ مِمَّنْ لَا تَنْفَعُهُ الْعِظَةُ إِلَّا إِذَا بَالَغْتَ فِي إِيلَامِهِ فَإِنَّ الْعَاقِلَ يَتَّعِظُ بِالْآدَابِ وَالْبَهَائِمَ لَا تَتَّعِظُ إِلَّا بِالضَّرْبِ) على بن أبي طالب.
الجريدة الرسمية