رئيس التحرير
عصام كامل

الأوبزرفر: صفقة جنيف تجبر المنطقة على تغيير تحالفاتها

الأتفاق النووي الإيراني
الأتفاق النووي الإيراني

قالت صحيفة الأوبزرفر البريطانية: إن الاتفاق النووي الإيراني أحيا دبلوماسية مريضة بعد سنوات من الحرب والتوترات بين البلاد، ومما لا شك فيه يمكن أن يقدم مفتاح السلام للحرب السورية.


وقدم الاتفاق النووي الإيراني مع الدول الست فرصة كبيرة لتغيير التحالفات والمنافسات التي هيمنت على سياسة الشرق الأوسط، بعد الاحتكاكات الشديدة على مدى ثلاثة عقود، ويعد إنجازا كبيرا للعمل الدبلوماسي بعدما كان الاختيار دائما استخدام الجيش الأمريكي.

وأشارت الصحيفة إلى كلمة جونز بيكنز في صحيفة نيويورك عندما وصف الاتفاق المؤقت في جنيف بشأن برنامج إيران النووي بأنه زلزال في المنطقة سيعيد ترتيب قطع الشطرنج بأكمله.

وأضافت الصحيفة أن صفقة جنيف ستعمل على إعادة رسم خريطة منطقة الشرق الأوسط بعد الصراع الذي شهدته المنطقة لأجيال عديدة.

ولفتت الصحيفة إلى الهجوم الذي تعرض له الرئيس الأمريكي باراك أوباما، لاستخدامه الطائرات بدون طيار، وإلي كلمته في عام 2008 بتعهده بالحوار مع أعداء أمركيا وإلي كلمته في مصر عام 2009 بتعهده بعلاقة جديدة مع المسلمين، وسعيه للضغط روسيا لكي تكون مواقفهم واحدة، ومما لا شك فيه هناك دروس يجب تعلمها للولايات المتحدة وحلفائها وخاصة السياسة الخارجية البريطانية لديفيد كاميرون.

ونوهت الصحيفة عن معارضة اثنين من حلفاء الولايات المتحدة للاتفاق النووي الإيراني وهما إسرائيل والمملكة العربية السعودية، وألمحت أيضا لموقف روسيا تجاه سوريا، موضحة أن الانقسام بين المسلمين السنة والشيعة بالشرق الأوسط الذي تسبب في إشعال الصراع في سوريا.

وتري الصحيفة أن الاتفاق قلل من خطر توجيه ضربة إسرائيلية على المنشآت النووية الإيرانية ودخول الشرق الأوسط في حرب جديدة، وقلل أيضا من فرضية فرض عقوبات جديدة على إيران من قبل الولايات المتحدة الأمريكية.

وأشادت الصحيفة بالدبلوماسية التي أدت للتوصل لهذا الاتفاق ما يمثل علامة إيجابية من الرئيس الإصلاحي الجديد لإيران حسن روحاني الذي رأي أن المحادثات الخيار الأمثل لحل المشكلات العالقة بدلا من التصريحات الغاضبة التي صعدت التوترات كما كان في عهد الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد.

ولكن هذا الاتفاق خلق توترات جديدة بين واشنطن وحلفائها بمنطقة الشرق الأوسط التي تشهد تغيرات جذرية بسبب الربيع العربي، وتهميش أمريكا لغضب إسرائيل والسعودية من تقربها لإيران يعد أمرا هامًا لا يقل أهمية عن التوصل لاتفاق بشأن النووي الإيراني.

ومما لا شك فيه أن هذا الاتفاق سيعيد تشكيل العلاقات بين الولايات المتحدة والسنة في دول الخليج وخاصة السعودية التي تخشي من تأثير إيران وشعورها بخيانة أمريكا لها بشأن سوريا، فضلًا عن غضب تركيا ومصر أيضا من الاتفاق لأنه سيجعل طهران قوة إقليمية كبيرة في المنطقة.
الجريدة الرسمية