رئيس التحرير
عصام كامل

التيار الشعبي على صفيح ساخن.. وأصابع «المحظورة» وأنصار «شفيق» يلعبون في بيت «صباحي».. «حمدين» أجهض أول محاولة للانشقاق.. و«ثورة التصحيح» تهدد حلمه الر

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

يشهد التيار الشعبي المصري حالة من القلق والترقب خاصة بعد ما حدث الأسبوع الماضي عقب ظهور مجموعة أطلقت على نفسها اسم «ثورة تصحيح المسار داخل التيار الشعبي»، والتي طالبت حمدين صباحى مؤسس التيار باتخاذ عدة خطوات قبل التصعيد وكان أول المطالب حل أمانة تنظيم التيار وإعادة تشكيلها وكذلك اللجنة المركزية للتيار، والتي أصبح اسمها حاليا لجنة تسيير الأعمال وأطلق هذا الاسم لحين انعقاد المؤتمر العام والذي يجرى الإعداد له، وانتخاب أمانة عامة وتشكيل لجنة مركزية منتخبة، كما طالبت ثورة تصحيح المسار بتأجيل المؤتمر لحين تحقيق كل مطالبهم تحت دعوى خوفهم على الكيان من الانهيار.


إلا أنه وبعد عدة جلسات سرية بينهم وبين أعضاء من مركزية التيار شعر هؤلاء بأنه لا أمل في تحقيق مطالبهم إلا بالتظاهر فقاموا بتنظيم وقفة احتجاجية أمام المقر الرئيسي للتيار الشعبي، مطالبين بالجلوس مع حمدين صباحى مؤسس التيار وزعيمه، وهو ما استجاب له صباحى وحضر إلى مقر التيار وناقشهم في اجتماع عاصف استمر لعدة ساعات وانتهى بتقدم مسئول التنظيم بالتيار، أحمد كامل باستقالته، بعدها اجتمعت لجنة تسيير الأعمال وقررت تعيين حسام مؤنس، المتحدث الرسمي باسم التيار كمسئول للتنظيم، في خطوة اعتبرها أعضاء ثورة التصحيح غير كافية ومسكنًا لا يُرضي طموحهم.

ووفقًا لمصادر في التيار فإن موقف ثورة التصحيح كان متوقعًا، خاصة أن هناك عددًا من الوجوه الدخيلة على التيار والتي لم تكن تنتمى إليه من الأساس، وأن هدف تلك المجموعة هو وجود كتلة حرجة داخل التيار طيلة الوقت تتسبب في إثارة القلاقل، مما يؤثر في أسهم صباحى ويخلق حالة من الصراع الداخلي المستمر والتي تعطل توجه التيار لإعلان دعم حمدين كمرشح لانتخابات الرئاسة القادمة بشكل رسمي وأن تعود حملته الانتخابية للعمل خاصة مع ظهور بعض الحملات من خارج التيار تطالب صباحى بالترشح للرئاسة.

تشير أصابع الاتهام داخل التيار الشعبي إلى بعض القوى المحسوبة على المرشح السابق أحمد شفيق والتي تسعى لإعادة الأمور إلى ما كانت عليه قبل ثورة 25 يناير وتعيد أحد المنتمين لنظام مبارك إلى الحكم مرة أخرى، إلا أن جماعة الإخوان أو المحسوبين عليها لم تكن احتمالًا بعيدًا عن أعضاء التيار الذين وجه بعضهم الاتهام لجماعة الإخوان بأنها تسعى لتفكيك الكيان الأكبر في المواجهة التي تمت بين تنظيم جماعة الإخوان وبين القوى السياسية والثورية منذ تظاهرات كشف الحساب عقب انتهاء المائة يوم الأولى من حكم الرئيس المعزول محمد مرسي بميدان التحرير وحتى الثالث من يوليو الماضي والذي أعلن فيه عزل مرسي عن الحكم، إلا أن أصحاب هذا الرأي داخل التيار عددهم ليس كبيرًا.

وأجمع أصحاب الاتجاهين على أن تظاهرة ما يسمى «ثورة تصحيح» لن تكون الأخيرة وأن الفترة المقبلة ستشهد مزيدًا من التصعيد وأن هناك بابًا قد فتح لمحاولة ضرب وتفتيت التيار من الداخل، وستستمر لفترة طويلة، وأن الفترة المقبلة تحتاج إلى سياسة النفس الطويل ومحاولة توحيد الجهود للمحافظة على الكيان، في الوقت نفسه عقدت اجتماعات عديدة خلال الأيام القليلة الماضية داخل لجنة تسيير الأعمال بالتيار الشعبي المصري؛ لمناقشة الخطوات التي يمكن اتخاذها لمنع أي محاولات لشق الصف داخل التيار وانتهت تلك الاجتماعات برؤية موحدة وهى عدم الانسياق وراء أي محاولات جديدة للتظاهر أمام مقر التيار خاصة خلال الفترة المقبلة، والتركيز على ملف انتخابات الشعب، بالإضافة لإعداد المؤتمر العام للتيار الذي سيتم تحديد موعده خلال الفترة المقبلة.

في نفس السياق نظمت جبهة ثورة التصحيح داخل التيار الشعبي العديد من الاجتماعات السرية لترتيب أوراقهم، خاصة أن هناك اتجاهًا داخل تلك الجبهة بإعلان الانفصال عن التيار الشعبي نهائيا وتشكيل كيان جديد يحمل اسم التيار الشعبي المركزى وأن إعلان تلك الخطوة مؤجل حتى يستطيعوا حشد أعداد أكبر من داخل قواعد التيار بالمحافظات على الفكرة، كذلك سيقوم بعض المنتمين لتلك المجموعة بزيارات لعدد من المحافظات للتنسيق مع أعضاء التيار بتلك المحافظات وإدراج أسمائهم في الكيان الجديد في حال الاتفاق على إعلانه.

" نقلا عن العدد الورقي"
الجريدة الرسمية