رئيس التحرير
عصام كامل

في خدمة الإخوان!


قبل يوم ٣٠ يونيو نجح اللواء محمد زكي قائد الحرس الجمهوري في إقناع الرئيس السابق محمد مرسي بالانتقال إلى دار الحرس الجمهوري والعمل والإقامة فيها بضعة أيام تأمينًا له.. وقد وفر وجود مرسي خلال هذه الفترة الحرجة والمهمة في تاريخ البلاد في دار الحرس الجمهورى أن يكون في حوزة القوات المسلحة وتحت رقابتها.. والأهم أتاح بعد انتقال مساعديه ومستشاريه للإقامة معه في دار الحرس الجمهورى فرصة مناسبة للاطلاع على كل الأوراق السرية والمهمة في مؤسسة الرئاسة والتي كانت تكشف الكثير من الجرائم التي كانت ترتكب في حق الوطن.


هكذا لم تتح لمرسي ومساعديه أي فرصة لإخفاء أو التخلص من الأدلة التي تدينه هو وقادة جماعته، والأهم لإحباط المخطط الذي أعده الإخوان لشن حرب شاملة ضد الشعب والجيش في أربع جبهات هى سيناء والحدود الغربية مع ليبيا والحدود الجنوبية مع السودان وأيضًا من خلال مجموعة من الهجمات الإرهابية في الداخل للسيطرة على المرافق الحيوية ومقرات الوزارات والمحافظات فضلا عن مبنى ماسبيرو ومدينة الإنتاج الإعلامي..

وبالتالى أخفقت جهود الإخوان في إجهاض الانتفاضة الجماهيرية في ٣٠ يونيو والسبب الأساسى لذلك هو يقظة قيادة القوات المسلحة وإخفاق الإخوان في اختراق هذه القيادة وتعذر اجتذاب أحد من قادتها نظرًا لأن الفريق السيسى حرص مبكرًا على علاقة قوية تربط كل قيادات القوات المسلحة، والبداية كانت مع زميل دفعته قائد الحرس الجمهوري، وذلك لسد الثغرات التي يمكن أن ينفذ منها الإخوان واستغلالها لإحداث وقيعة بين هذه القيادات أو لوضع أيديهم على أسرارها مثلما حدث من قبل حينما نجح مرسي خلال أيامه الأولى في القصر الرئاسى في الحصول على خرائط انتشار القوات المسلحة في سيناء، وهى الخرائط التي استفاد منها الإرهابيون في قتل جنودنا بمدينة رفح في أغسطس ٢٠١٢.


وهكذا.. القوات المسلحة رغم أنها آلت على نفسها عدم التدخل في الشأن السياسي وتفرغها لاستعادة قدراتها القتالية بالتركيز على التدريب، إلا أنها كانت تخوض مواجهة شرسة غير معلنة مع مرسي وإخوانه منذ اللحظة الأولى الذي دخل فيها الرئيس السابق القصر الرئاسى.. وكان على القوات المسلحة خلال هذه المواجهة أن تحمي نفسها وتحافظ على قوتها حتى تكون قادرة على حماية الشعب إذا ما احتاج حمايتها وهو ما قدرت قيادة القوات المسلحة أنه سوف يحدث قريبًا بسبب إصرار مرسي على المضى قدمًا في طريق الاستبداد وفرض فاشية سافرة على جموع المصريين.. وعندما حان الوقت كانت القوات المسلحة جاهزة بالفعل لإنقاذ الشعب المصري من حكم الإخوان وفاشيتهم.

لكن الغريب والمثير للاستفزاز أن يأتى البعض اليوم ليقلل من دور القوات المسلحة في إنقاذنا من الحكم الفاشى المستبد لمرسي، وتسمع كلاما من قبل أننا لم نكن نحتاج لدورها وأنه كان في مقدور الناس إذا ما استمروا في التظاهر بضعة أيام في الشوارع لنجحوا في إسقاط حكم مرسي.. فقد أغفل هؤلاء أنهم ما كان لكل هذه الملايين أن تخرج في الشوارع بهذه الحشود الضخمة إلا بعد أن تبين لها انحياز جيشها وحمايته لها.

الأغرب أن نجد البعض منا يعاود الحديث مرة أخرى عما يسميه بحكم العسكر ويأخذ مجددًا في ترويج الشعارات المعادية ضد القوات المسلحة وهي الشعارات التي صكها وأطلقها الإخوان ذاتهم.. ويتجاهل هؤلاء دور الجيش في إنقاذنا من فاشية الإخوان.. أفيقوا أيها الغافلون ولا تسلموننا للإخوان مرة أخرى بغشكم وهجومكم على جيشنا.
الجريدة الرسمية