رئيس التحرير
عصام كامل

الميرازى على خطى القرضاوى!


على خطى الشيخ القرضاوى في السعى لإحباط جنودنا البواسل الذين يخوضون حرب الكرامة ضد الإرهاب الأسود.. يسير الإعلامي المصرى القادم من أمريكا بالرغم مما يبدو من اختلاف بينهما.


الشيخ القرضاوى يمثل صوت الإخوان عبر قناة الجزيرة وفى المؤتمرات الإسلامية.. ينطلق من حلم تحقيق الدولة الإسلامية التي لا مكان بها للآخر المختلف دينيًا وسياسيًا وتشكل لبنة في بناء كبير يضم الدول الإسلامية الأخرى التي تعيد الخلافة من جديد.. وكان يراهن على أن وصول الإخوان إلى حكم مصر بداية الطريق إلى تحقيق حلم الخلافة..

أما الإعلامي حافظ الميرازى الذي عاش سنوات طويلة في أمريكا فلا يمل الحديث في البرامج التي يقدمها من الدفاع عن الدولة المدنية التي تتعارض مع التيار الذي يمثله القرضاوى الذي يسعى لإقامة دولة دينية.

التقى الرجلان على تحقيق هدف وحيد يتمثل في التأثير على معنويات جنودنا البواسل الذين يقاتلون الإرهابيين ويسقط منهم الشهداء دون أن يتخلوا عن واجبهم المقدس في اقتلاع الإرهاب من الأراضى المصرية.

لا يتوقف القرضاوى في خطب الجمع التي يلقيها من على منابر مساجد قطر.. عن دعوة الجنود إلى عدم إطاعة الأوامر التي تصدر إليهم من قادتهم.. وأن يتوقفوا عن مطاردة الإرهابيين.. ويقدم عشرات الفتاوى التي تحرم قتال من يصفهم بأنهم من المجاهدين الذين استدعاهم الرئيس المعزول من أفغانستان لحماية نظامه الفاشل.. كما استدعى أيضًا التنظيمات الفلسطينية المتطرفة التي تعلن مسئوليتها عن اغتيال الضباط المصريين.. بدلًا من الإسرائيليين الذين استباحوا المسجد الأقصى.

أما الميرازى فلا يتردد أن يعلن في حوار تليفزيونى أن الجنود الذين يقاتلون العدو الإرهابى في سيناء اختيروا من بين الفقراء الذين لم يحصلوا على مؤهلات وليس لديهم واسطة تحميهم من الخدمة في سيناء.

لست أدرى من أين جاء الميرازى بتلك الضربة دون أن يقدر تأثيرها على معنويات المحاربين ودون تقدير لدمائهم الذكية التي تسيل على أرض سيناء.

لم يقدر الميرازى الحالة النفسية لأولياء أمور هؤلاء المقاتلين عندما يعلن عبر التليفزيون أن أبناءهم يزج بهم في سيناء لأنهم بلا واسطة.

لكن يبدو أن ابتعاد الميرازى عن مصر سنوات طويلة، حرمه من نعمة الإحساس بمشاعر المصريين - الذين تصدمهم مواقف القرضاوى والميرازى ومن على شاكلتهما.

يقدم الميرازى تبريرًا يخلو من المنطق لأحداث العنف التي جرت منذ أيام في مظاهرات الجماعة بميدان التحرير.. ومحاولتهم اقتحام مقر الجامعة العربية.. ولا يرى فيما قاموا به من حرق العلم المصرى سوى أمر عادي لا يدعو للإزعاج.. ويدافع عن حق الجماعة في التظاهر السلمى.. وكأنه لا يشاهد عبر التليفزيون ما يقوم به طلاب الجماعة من تدمير للمبانى الجامعية.. وحرق الكنائس.. وهدم مؤسسات الدولة.

كل تلك الجرائم التي ترتكبها الجماعة لها ما يبررها في عرف الميرازى.. بينما الإدانة توجه إلى الشرطة التي تحمى المواطنين من العنف الذي تمارسه الجماعة خلال مظاهراتها المتكررة.

في حوار خشن بين الباحث المصرى مأمون فندى وحافظ الميرازى على قناة الحرة، طالبه فندى بأن يبرز وثيقة السفر الخاصة به أمام المشاهدين وأكد أنها وثيقة أمريكية.. ولم يستجب الميرازى.

ليس لدينا اعتراض على أن يحمل الجنسية الأمريكية ولكننا نقول له رفقًا بمصر فالوضع أخطر من أن يحتمل التشكيك.
الجريدة الرسمية