علاقة الإخوان بالمنظمات الإرهابية!
التصريح الشهير الذى كان قد أدلى به الدكتور البلتاجى أثناء اعتصام رابعة، والذي قال فيه: «إنه في اللحظة التي يعود فيها الدكتور مرسي لممارسة كامل صلاحياته، سوف تتوقف العمليات الإرهابية في سيناء»، يمثل إدانة واضحة لجماعة الإخوان، وأن هناك ارتباطا بينها وبين هذه الجماعات.. قيل إن الرجل أدلى بهذا التصريح من قبيل التهديد فقط، خاصة أنه لم يصدر ما يؤكده من قبل المتحدثين الإعلاميين للجماعة.. لكن من ناحية أخرى، قيل إنه لم تصدر تصريحات تنفيها، بل إن قيادة الجماعة تركت الحبل على الغارب، وليفهم من شاء ما يشاء.
تعتبر جماعة «أنصار بيت المقدس»، بقيادة «شادى المنيعى»، واحدة من الجماعات الإرهابية في سيناء.. ولا أستبعد أن يكون لهذه الجماعة خلايا عنقودية في بعض محافظات مصر.. وقد جاء بصحيفة «الشروق» بتاريخ ٢١ نوفمبر، أن التحقيقات نسبت إلى «شادى» أنه أصدر أوامره لأربعة أعضاء من التنظيم لمساعدة ضابط بالأمن القومى بحركة «حماس» في تنفيذ عدد من عمليات الاغتيال في الفترة المقبلة لعدد من الضباط، بينهم ضباط من جهاز «الأمن الوطنى»، و«الجيشين الثانى والثالث الميداني».
وقد أعلنت هذه الجماعة مسئوليتها عن كثير من الأعمال الإرهابية التي وقعت خلال الفترة الماضية، كتفجير مديرية أمن جنوب سيناء، واغتيال الرائد «محمد أبو شقرة»، الضابط بجهاز «الأمن الوطنى»، ومحاولة تفجير مبنى المخابرات الحربية بالإسماعيلية، ومحاولة اغتيال اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية.. كما أعلنت مسئوليتها عن اغتيال المقدم «محمد مبروك»، الضابط بجهاز «الأمن الوطنى».. وقيل إن تفجير الحافلة التي كانت تقل مجندين على طريق العريش/ رفح والتي راح ضحيتها ١١ جنديا، تحمل بصمات جماعة «أنصار بيت المقدس».. ومن المحتمل أن يكون اغتيال النقيب «أحمد الكبير»، الضابط بالأمن المركزى قد تم على يد إحدى الخلايا التابعة لهذه الجماعة.
جاء بصحيفة التحرير، بتاريخ ٢٠ نوفمبر، على لسان والدة الضابط «مبروك» أنه أخبرها بتلقيه تهديدات بالقتل من البلتاجى والعريان أثناء اعتصام رابعة، وأنهما طلبا منه إغلاق ملفات القضايا التي يباشرها حول تخابر مرسي وقيادات الإخوان.. لقد كان الرجل مسئولا عن ملفات سرية وخطيرة تخص العلاقة بين دول كبيرة والإخوان، وبديهى أن تسعى هذه الدول للتخلص منه.
نضع في الاعتبار أن المشروع الأمريكى/ الصهيونى ضرب في مقتل بسبب الإطاحة بحكم الإخوان عقب ثورة الشعب المصرى في ٣٠ يونيو، وانحياز الجيش لها.. ونضع في الاعتبار أيضا أن الجماعات الإرهابية أطيح بأحلامها للسبب ذاته.. ونضع في الاعتبار كذلك أن هذه الجماعات موصولة بشكل ما أو آخر بتنظيم القاعدة، على الأقل فكرا ووسائل وأهدافا.. إضافة إلى الجماعات الإرهابية، هناك كلام كثير - يحتاج إلى توثيق - حول ضلوع عدة جهات في أعمال العنف والإرهاب وإثارة الفوضى في مصر، التنظيم الدولى للإخوان، الإدارة الأمريكية، تركيا، قطر، ليبيا، والسودان، كل يساهم بدور وبطريق.. لذا، من المؤكد أن الأجهزة الأمنية والنيابة العامة في سباق مع الزمن للكشف عن حقيقة كل ذلك.
هناك أيضا من يحاول الربط بين التظاهرات في الشارع والجامعات من ناحية، والأعمال الإرهابية التي وقعت من ناحية أخرى.. الأولى تقوم بدور إشغال الأجهزة الأمنية وجذب انتباهها، توطئة وتهيئة للثانية، البعض يعتقد جازما أن قيادات جماعة الإخوان متورطة في أعمال العنف والإرهاب، أو على الأقل في التحريض عليها.. في الوقت ذاته، لا يوجد لدى هذه القيادات حرص على تقديم ما يبرئ ساحتها.. والمشكلة أنه لم يعد هناك من يصدقها.