«السيسي» ينتظر «الاستفتاء» لحسم ترشحه للرئاسة.. مصادر: الموافقة على الدستور أول «عينة اختبار» لشعبية وزير الدفاع.. «الفريق» يسعى لتوفير 100 مليار دولار.. وقائد
يكثف الفريق أول عبدالفتاح السيسي، نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع والإنتاج الحربي، في الآونة الأخيرة من مشاوراته؛ استعدادا لاتخاذ قراره النهائي والحاسم من مسألة ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة.
وقالت مصادر سياسية وعسكرية مطلعة، إن الفريق السيسي لم يتخذ قراره النهائي بعد، وأنه من المستبعد أن يقوم بالإعلان عن أي موقف رسمي ونهائي قبل الانتهاء من الاستفتاء على الدستور المعدل بعد شهرين من الآن تقريبًا، ومعرفة مدى استجابة الشعب لمثل تلك الخطوة.
وأوضحت المصادر، أن قرار السيسي الترشح من عدمه لن يعتمد فقط على قاعدته الشعبية العريضة التي حظي بها خاصة بعد التطورات الكبرى التي شهدتها مصر يومي 30 يونيو و3 يوليو، وأدت إلى عزل الرئيس السابق الدكتور محمد مرسي، المحبوس الآن على ذمة التحقيق بعد إحالته إلى القضاء باتهامات متعددة.
وأكدت المصادر، أن السيسي سوف يتخذ قراره النهائي في ضوء نسبة المشاركة الشعبية في الاستفتاء على الدستور المعدل وكذلك نسبة الموافقة على الدستور التي اعتبرتها – المصادر- ستوفر للفريق السيسي أول «عينة اختبار» لشعبيته الحقيقية، وأول استطلاع قانوني عبر صناديق التصويت.
وتضيف، أن العنصر الجوهري الآخر والمؤثر في القرار النهائي للسيسي هو «الملف الاقتصادي»، وتقول: إن الفريق السيسي يحاول توفير امكانيات تمويل برنامج اقتصادي مصري عملاق وقادر على تغيير وجه مصر على امتداد السنوات العشر القادمة، عبر حوار عميق وهادئ مع عدد من القيادات العربية المحورية؛ لأن عدم ضمان الحد الأدنى من مقومات الحل الاقتصادي سيضعه في غاية التردد بالنسبة لترشيح نفسه في الانتخابات الرئاسية القادمة.
وكشفت عن أن السيسي مقتنع بأن مصر تحتاج إلى أكثر من 100 مليار دولار في السنوات الخمس القادمة، من أجل تحقيق استقرار اقتصادي واجتماعي في البلاد قبل الانطلاق إلى تنمية كافة اوجه الحياة المصرية.
وتؤكد المصادر أن الفريق يرى ألا امكانية لتنمية مصر دون إحداث ثورة حقيقية في مجالات التعليم والصحة والخدمات الأساسية، إلى جانب تأمين أكثر من مليوني فرصة عمل جديدة كل سنة لاستيعاب البطالة من جهة، واستيعاب الوافدين الجدد إلى سوق العمل المصري.
وتقول المصادر، إن «أمن مصر» هو عنصر الحسم الأكبر في قرار الفريق السيسي بترشيح نفسه أو الامتناع عن ذلك، وأنه بات أكثر اقتناعًا من ذي قبل بأن الجيش المصري أنقذ مصر وحمى استقلال الوطن، خاصة في ضوء ما تكشف من أسرار ومعلومات بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسي، وبشكل خاص تلك المتعلقة بتفكيك منظومة الدولة المصرية ومخططات التفريط بسيادة مصر ووحدتها الجغرافية.
وختمت المصادر قائلة بأن الفريق السيسي يدرك مزايا ومخاطر قراره النهائي، ولديه حساباته الدقيقة للمشهد، وبالتالي هو لا يخبئ مفاجآت بقدر ما هو متمهل في خطوته النهائية؛ لأن مستقبل مصر مرتبط بطبيعة قراره النهائي، وسيكون العنصر الحاسم في تحديد وجهة مصر القادمة لعقود وأجيال.